كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)

كان عامل سليمان وعمر بن عبد العزيز رحمهما الله على الموصل، وكان سيِّدَ أهل الشام وقاضيَهم.
شرب شربة [فشرق فيها] فمات بدمشق سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: سنة خمس وثلاثين ومئة (¬1).
قال: أنْزِلُوا الأضياف ولا تَكَلَّفُوا لهم مؤونة، فإنكم متى تكَلَّفْتُم لهم؛ ثَقُلَ عليكم، فتتغيَّرُ وجوهُكم، فيظهرُ فيها ذلك فيتأذَّوْن؛ لأن طلاقةَ الوجه عند الضَّيف أحبُّ إليه من القِرَى، أطعموهم ما حضر (¬2).
أسند عن أبيه وابن المسيِّب وغيرهما، وروى عنه سفيان بن عُيينة وغيرُه، وكان ثقة.

يحيى بن أبي كثير اليماني
مولًى لطيِّئ. قال أيوب السَّخْتياني: ما بقيَ على وجه الأرض مثلُ يحيى بن أبي كثير (¬3).
وكان من علماء الإِسلام، وكان يقول: ميراثُ العلم خيرٌ من الذَّهب والفضَّة، والنفسُ الصالحةُ خيرٌ من اللؤلؤ (¬4).
وقال: العالِمُ مَنْ يخشَى اللهَ عزَّ وجلَّ.
وقال: ما صَلَحَ منطقُ رجل إلا عرفتَ ذلك في سائر عملِه، ولا فَسَدَ منطقُ رجل إلا عرفتَ ذلك في سائر عمله (¬5).
توفي سنة تسع وعشرين، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين ومئة.
أَسند عن أنس وغيره، وروى عنه الأئمة، وكان صدوقًا ثقة زاهدًا ورعًا.
¬__________
(¬1) تاريخ دمشق 18/ 216 - 217 وما سلف بين حاصرتين منه.
(¬2) المصدر السابق 18/ 215 دون قوله: فتتغيَّر وجوهكم ... من القرى.
(¬3) طبقات ابن سعد 8/ 116، وصفة الصفوة 4/ 75.
(¬4) صفة الصفوة 4/ 76. وفي "حلية الأولياء" 3/ 67: واليقين الصالح خير من اللؤلؤ.
(¬5) حلية الأولياء 3/ 68، وشطره الأول في "صفة الصفوة" 4/ 76، وكذا النسخة (خ).

الصفحة 487