كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)

ولما مدح مَخْلَدَ بنَ يزيد بن المهلَّب -وهو خليفةُ أبيه على خُراسان- أعطاه مئةَ ألف درهم (¬1).
ودخل على يزيد بن المهلب السجنَ لمَّا حبسَه عُمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه -، فأنشدَه:
أُغْلِقَ دونَ السَّماحِ والجودِ والـ ... ــنَّجْدةِ بابٌ حَدِيدُه أَشِبُ
بَرَّزْتَ سبقَ الجَوَادِ في مهَلٍ ... وقَصَّرَتْ دونَ سعيك الرُّتبُ (¬2)
فقال له يزيد: يا حمزة أسأتَ حيثُ نوَّهتَ باسمي في غير وقت تنويهه. ثم رمى إليه بخرقة مصرورة، وقال: خُذْ هذا الدينار، وكان عنده صاحب خُبْرِ واقفٌ، فأراد حمزة أن يردَّه، فأشار إليه: خذه ولا تُخدع عنه. فخرج، فإذا في الخرقة فَصٌّ من الياقوت الأحمر، فخرج إلى خُراسان، فباعه بثلاثين ألفًا، فقال له المشتري: واللهِ لو أبيتَ إلا خمسين ألفًا لأعطيتُك. فضاق صدرُه، فأعطاه مئة دينار زيادة (¬3).

ميمون بن مِهْران
ابن أيوب (¬4)، أبو أيوب الجزري [فقيه أهل الجزيرة.
ذكره ابن سعد في] الطبقة الأولى (¬5) من التابعين [الذين نزلوا الجزيرة. وكان ثقة كثير الحديث] (¬6).
وولّاه عُمر بنُ عبد العزيز - رضي الله عنه - خَراج الجزيرة، وولَّى ابنه عَمرو (¬7) [بن ميمون] على الديوان.
¬__________
(¬1) الخبر في "الأغاني" 16/ 203 - 204 وفيه الأبيات التي مدح فيها مخلدًا.
(¬2) في "الأغاني" 16/ 209: العربُ. والخبر فيه.
(¬3) الأغاني 16/ 209 - 210. ولم ترد هذه الترجمة ولا ترجمة الحكم قبلها في (ص).
(¬4) كذا في (ب) و (خ) و (د) و (ص) وأظنُّه خطأ. ولم أقف على من نسبَه إلى جدّه.
(¬5) في (ب) و (خ) و (د): من الطبقة الأولى ... والمثبت من (ص)، والكلام بين حاصرتين منها. وهو في "طبقات" ابن سعد 9/ 483.
(¬6) ما بين حاصرتين من (ص)، وتحرفت فيها لفظة: نزلوا، إلى: تولوا. والكلام الآتي بعده لم يرد فيها حتى قوله: قال: أدركتُ من لا يتكلم إلا بحقّ.
(¬7) وقع خرم في (ب) بدءًا من هذا الموضع إلى أثناء ترجمة سُكينة بنت الحسين في السنة (117).

الصفحة 50