كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)

وتوفّيت فاطمة في سنة سبعَ عشرةَ ومئة، وقيل: في سنة أربعَ عشرة، وستَّ عشرة ومئة. وكانت وفاتُها بالمدينة.
روت عن جدَّتها (¬1) مرسلًا، وعن أبيها، وعمَّتها زينب بنت عليّ، وأخيها عليِّ بن الحسين، وبلال مرسلًا، وعن ابن عباس، وعائشة، وأسماء بنت عُميس.
وروى عنها بنوها: عبد الله والحسن وإبراهيم بنو الحسن بن الحسن، وابنُها محمد الدِّيباج، وعائشةُ بنت طلحة بن عُبيد الله (¬2).
وقال محمد بنُ عبد الله بن عَمرو بن عثمان بن عفَّان -وهو الدِّيباج- قال: جمعَتْنا أُمُّنا فاطمة بنتُ الحسين بن عليّ فقالت: يا بَنِيّ، واللهِ ما نال أحدٌ من أهل السَّفَه بسفهه شيئًا ولا أدركوا لذَّةً إلا وقد نالها أهلُ المروءات بمروءاتهم، فاستَتِرُوا بجميل ستر الله تعالى (¬3).

أمُّ البنين بنتُ عبد العزيز
ابن مروان، [أخت عمر بن عبد العزيز، ويقال: إن] اسمها فاطمة، وأمُّها ليلى بنتُ سُهيل بن حنظلة بن الطُّفَيل بن مالك بن جعفر بن كلاب.
وكانت أمُّ البنين صالحةً عفيفةً ديِّنةً متصدِّقةً.
وقال [ابنُ أبي الدنيا بإسناده عن] عليّ بن أبي حَمَلَة [قال]: سمعتُ أمَّ البنين تقول: أفٍّ للبُخْل، لو كان قميصًا ما لبستُه، ولو كان طريقًا ما سلكتُه (¬4).
[قال: ] وكنَّا ندخلُ عليها وما عليها سوى المِقْنَعَة (¬5).
¬__________
(¬1) يعني السيدة فاطمةَ بنتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(¬2) تاريخ دمشق ص 272 (طبعة مجمع دمشق- جزء تراجم النساء).
(¬3) المصدر السابق ص 284. ولم ترد هذه الترجمة في (ص).
(¬4) أخرجه ابن الجوزي في "المنتظم" 7/ 185 من طريق ابن أبي الدنيا، وتحرف فيه لفظ: حَمَلَة، إلى: جميلة. وهو في مصادر أخرى من طريق إبراهيم بن أبي عَبْلَة عن أمِّ البنين. ينظر "تاريخ دمشق" ص 480 - 481.
(¬5) المِقنعة: ما تُقَنِّعُ به المرأة رأسها. ووقع في (ص): مِقْنَعَة. ولم أقف على الخبر.

الصفحة 71