كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)

وقال شيخنا موفَّق الدين رحمةُ الله عليه: تَعَبَّدَتْ أمُّ البنين عبادةً ذُكِرَتْ بها في عصرها من شدَّة اجتهادها، فوفَضَت فراش المملكة، تُحيي ليلَها (¬1)، وتصومُ نَهارَها، وكانت على مذهبٍ جميلٍ حتى توفِّيت، رحمها الله تعالى (¬2).
[وهي صاحبة وضَّاح اليمن، وقد ذكرناه] (¬3).

قَتَادة بن دِعامة
السَّدُوسيّ، [ذكره ابن سعد في أوّل] (¬4) الطبقة الثالثة من التابعين من أهل البصرة.
[قال: وكنيتُه أبو الخطاب، و] كان ثقةً حُجَّةً مأمونًا على الحديث [أو: في الحديث]. وكان يقول بشيءٍ من القدر.
وقال: الحِفْظُ في الصِّغَر كالنَّقْشِ في الحَجَر.
وقال: ما قلتُ برأي منذ أربعين سنة.
وقال: إذا أعَدْتَ الحديثَ في مجلس أذهبتَ نورَه (¬5).
وقيل له: ألا نكتبُ ما نسمعُ منك؟ فقال: إن اللطيف الخبير قد كتبَ. وقرأ: {فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى} [طه: 52].
وقدم على سعيد بن المسيِّب، فأقام عنده ثمانية أيام، فقال له سعيد: يا أعمى، ارْتَحِلْ عنَّا فقد أنزَفْتَنا.
وقال له سعيد: ما أظنُّ أن اللهَ خلقَ مثلك (¬6).
¬__________
(¬1) لم يرد في (ص) قوله: وقال شيخنا موفق الدين ... ، وجاءت فيها العبارة بلفظ: وكانت مجتهدة في العبادة، وكانت تُحيي ليلها ... إلخ.
(¬2) التوابين ص 169.
(¬3) وضّاح اليمن اسمه: عبد الرحمن -أو عبد الله- بن إسماعيل بن عبد كُلال. وخبره في "الأغاني" 6/ 209 - 241. والكلام بين حاصرتين من (ص).
(¬4) في (ب) و (خ) و (د): من الطبقة الثالثة. والمثبت عبارة (ص) والكلام بين حاصرتين منها.
(¬5) من قوله: ما قلت برأيي ... إلى هذا الموضع ليس في (ص).
(¬6) طبقات ابن سعد 9/ 228 ولم يرد هذا القول ولا الذي قبله في (ص).

الصفحة 73