كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)

[قال: ] وكان ثابت يقول: ما أكثر (¬1) أحد من ذكر الموت إلا ورُئي (¬2) ذلك في عمله.
وكان ثابت من أعبد أهل زمانه، وكانت عيناه تُشبه عينَي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له أنس بن مالك: ما أشبهَ عينَيك بعينَي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فما زال يبكي حتى عَمِشَتْ عيناه (¬3).
[قال: ] وقال له الطبيب: اضمن لي خصلة لأُبرئ عينيك (¬4). قال: وما هي؟ قال: لا تبك. فقال ثابت: وما خيرٌ في عين لا تبكي.
و[حكى عنه أبو نُعيم أنه] قال: كابدتُ الليلَ عشرين سنة، ثم نَعِمْتُ به عشرين سنه (¬5).
[وروى عنه أيضًا أنه قال: ما دعا العبد (¬6) بدعوة إلا وكَّلَ الله جبريل بحاجته، فيقول: لا تعجل بحاجته (¬7)، فإني أُحبُّ أن أسمع صوت عبدي المؤمن، وإن الفاجر ليدعو، فيقول الله: يا جبريل، عجِّلْ إجابته، فإني لا أُحبُّ أن أسمع صوته] (¬8).
وقال: إني لأعلم متى يذكُرُني ربي ويستجيب لي، إذا ذكرتُه، فوَجِلَ قلبي، واقشعرَّ جلدي وفاضت عيناي؛ علمتُ أنَّ ربي قد ذكرني (¬9).
¬__________
(¬1) في (ص): كثّر.
(¬2) المثبت من (ص). ولم تجوّد اللفظة في النسخ الأخرى، فرسمت في (ب): فذا، وفي (خ): بدا، وفي (د): فذى. وفي "طبقات" ابن سعد 9/ 232: إلا رئي.
(¬3) حلية الأولياء 2/ 323، وصفة الصفوة 3/ 262. وقوله: فقال له أنس بن مالك: ما أشبه عينيك بعيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سقط من (ص).
(¬4) في (ب) و (خ) و (د): لا ترى عينيك سوءًا. والخطأ فيها ظاهر. والمثبت من (ص). وفي "حلية الأولياء" 2/ 323، و"صفة الصفوة" 3/ 262: تبرأ عيناك.
(¬5) حلية الأولياء 2/ 321، وصفة الصفوة 3/ 260، وفيهما: كابدتُ الصلاة عشرين سنة ... والكلام بين حاصرتين من (ص).
(¬6) في المصدر السابق 2/ 327: المؤمن.
(¬7) في المصدر السابق: بإجابته.
(¬8) حلية الأولياء 2/ 327 - 328 والخبر (وهو بين حاصرتين) من (ص).
(¬9) الخبر في المصدر السابق 2/ 324 بأطول منه.

الصفحة 77