كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)

و [قال ابن أبي الدنيا: ] كان ثابت يصلّي في كل يوم وليلة ثلاث مئة ركعة، فإذا أصبح نظر إلى قدميه وقد ضمرتا، فيأخذُهما بيده (¬1)، فيعصرُهما ويقول: مضى العابدون وقُطع بي (¬2)، والهفاه!
[قال: ] وكان يقرأ القرآن في كل يوم وليلة، ويصومُ الدهر، ويبكي حتى تختلف أضلاعُه (¬3).
[وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل بإسناده عن جعفر قال: سمعتُ ثابتًا يقول: ما تركتُ في المسجد سارية إلا وختمتُ القرآنَ عندها، وبكَيتُ عندها (¬4). يعني في المسجد البصرة.
ذكر وفاته:
أمَّا ابنُ سعد؛ فإنه قال: مات في ولاية خالد بن عبد الله القَسْريّ على العراق. ولم يعين وقتًا (¬5).
وأمَّا هشام فقال: ] مات بالبصرة سنة ثمان عشرة ومئة.
وقال [عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل: حدَّثني علي بن مسلم، أخبرنا جعفر، أخبرنا، محمد بن ثابت [البُناني قال]: ذهبتُ أُلقِّنُ أبي وهو في الموت، فقلت: يا أبة، قل لا إله إلا الله، فقال: يا بني، خلِّ عني، فإني في وردي السادس أو السابع (¬6).
و[قال أبو نعيم بإسنادهٍ عن شيبان بن حسين (¬7) عن أبيه قال: أنا -واللهِ الذي لا إله إلا هو- أدخلتُ ثابتًا لحدَه ومعي حميد الطويل [أو رجل غيره، شكّ محمد قال: ] فلمَّا
¬__________
(¬1) في (ص): بيديه.
(¬2) في (ص): وقد قطع بي. والخبر في "صفة الصفوة" 3/ 261.
(¬3) ينظر "حلية الأولياء" 2/ 321، و"صفة الصفوة" 3/ 261.
(¬4) الخبر في "حلية الأولياء" 2/ 321، بالإسناد المشار إليه. وهو في "صفة الصفوة" 3/ 262.
(¬5) طبقات ابن سعد 9/ 232.
(¬6) حلية الأولياء 2/ 322، وصفة الصفوة 3/ 263.
(¬7) في (ص): سنان، بدل: شيبان. وفي "حلية الأولياء" 2/ 219 (والخبر منه): شيبان بن جسر. ولم يتبين لي وجه الصواب فيه.

الصفحة 78