كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)

وقيل: إن هشامًا أحلفَه عليها.
وقيل: كتبَ إلى أسد يقول: إنْ صحَّ ذلك، فادْفَعْها إليه. ففعل.
وهذه الوقعة تسمَّى وقعة سان وجزَّة (¬1)، وفيها يقول أبو (¬2) الهنديّ يُخاطبُ أسدًا من أبيات، منها:
أبا منذرٍ لولا مسيرُك لم تكن ... غزاةٌ (¬3) ولا انْقادَتْ ملوكُ الأعاجمِ
ولا حجَّ بيتَ اللهِ ما سار (¬4) راكبٌ ... ولا عَمرَ البطحاءَ بعدَ المواسمِ
فكم من قتيلٍ بين سانٍ وجَزَّةٍ ... كثيرِ الأيادي من ملوكٍ قَماقمِ (¬5)
تَرَكْتَ بأرضِ الجُوزَجانِ تَزُورُهُ ... سِباعٌ وعِقْبانٌ لِحَزِّ الغلاصمِ
فَدَتْكَ نفوسٌ من تميمٍ وعامرٍ ... ومن مُضَرَ الحمراءِ عند المحارمِ (¬6)
وفيها خرج المغيرة بنُ سعيد (¬7) بالكوفة، وكان ساحرًا متَشيِّعًا، فحكى عنه الأعمش أنه كان يقول: لو أراد عليُّ بنُ أبي طالب [أن] يحييَ عادًا وثمود وقرونًا بين ذلك كثيرًا لفعل (¬8).
وكان يخرج إِلى القبور، فيتكلَّم بكلام، فيُرى شبيه الجراد على القبور.
¬__________
(¬1) تحرَّف في (ب) و (خ) و (د) (والكلام منها) إلى: سيار وحره. و"سان" و"جزَّة" موضعان في خُراسان، وسيرد ذكرهما في الأبيات التالية.
(¬2) في (ب) و (د): فهر، وفي (خ): بهر بدل: أبو، وكلاهما تحريف، والمثبت من "تاريخ" الطبري 7/ 119، و"الكامل" 5/ 206. وأبو الهندي في شاعر مطبوع، أدرك دولة بني أمية وأول دولة بني العباس، سمَّاه أبو الفَرَج في "الأغاني" 20/ 329: غالب بن عبد القدوس. وتنظر أخباره فيه.
(¬3) في "تاريخ" الطبري، و"الكامل": لم يكن عراق.
(¬4) في المصدر السابق: مُذْ حُجَّ، بدل: ما سار، وفي "الكامل" 5/ 206: مَنْ حجَّ.
(¬5) جمع قَمْقام، وهو السيِّد.
(¬6) في "تاريخ" الطبري 7/ 127، و"الكامل" 5/ 207: المآزم. ومن قوله: وبعث أسد إلى أخيه خالد (أول هذه الفقرة) ... إلى هذا الموضع، ليس في (ص).
(¬7) في (ص): سعد.
(¬8) المنتظم 7/ 193 ولفظة (أن) بين حاصرتين منه. وبنحوه في "تاريخ" الطبري 7/ 128، و"الكامل" 5/ 207 - 208.

الصفحة 93