كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 11)

باب [ذكر] (¬1) الخبر الموجب لاستماع قراءة القارئ والإنصات له، والدليل من أن المتعلم إذا أنصت للقارئ واستمع يكون أوعى له من الذي يقرأ مع القارئ.
¬_________
(¬1) زيادة من (م).
4224 - حدثنا يونس بن حبيب (¬1)، قال: حدثنا أبو داود (¬2)، قال: حدثنا أبو عوانة (¬3)، عن موسى بن أبي عائشة (¬4)، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس [-رضي الله عنه-] (¬5) في قوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16)} (¬6)، قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعالج من التنريل شدّةً، كان يحرك شفتيه".
قال ابن عباس: أنا (¬7) أحرِّك شفتي كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحرك. قال سعيد: أنا أحرِّك شفتي كما كان ابن عباس يحرِّك، فأنزل الله {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17)}، قال: يجمعه في قلبك ثم تقرأه، {فَإِذَا
-[24]- قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18)} (¬8) يقول: اسْتَمِع وأنصِتْ، ثم (¬9) علينا بيانه، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أتاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَع، وإذا انْطلَقَ جبريل، قَرَأَهُ كما أقرأه (¬10).
-[25]- رواه جرير عن موسى أيضًا، وقال: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)}: نُبيِّنُه بلسانك (¬11).
¬_________
(¬1) يونس بن حبيب بن عبد القاهر بن عبد العزيز العجلي، أبو بشر الأصبهاني.
(¬2) سلميان بن داود الطيالسي.
(¬3) الوضّاح بن عبد الله اليشكري.
(¬4) الهمْداني، أبو الحسن الكوفي.
(¬5) زيادة من (م).
(¬6) سورة القيامة، آية (16 و 17).
(¬7) في (م): "إنما"، وفي مسلم: "أنا أحركهما ... ".
(¬8) سورة القيامة، آية (19).
(¬9) هكذا في الأصل. وفي (م) {إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}. وفي مسلم: ثم إن علينا أن تقرأه. وفي البخاري {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} ثم إن علينا أن تقرأه. وستأتي هذه اللفظة من رواية عفان عن أبي عوانة ح 4225.
(¬10) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، في الصلاة، باب الاستماع للقراءة 1/ 330، ح 148 قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، به، نحوه.
ورواه البخاري في صحيحه، في بدء الوحي، باب، عن موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة، به. بألفاظ متقاربة.
وفي كتاب التفسير، في تفسير سورة القيامة، ح 4927، وح 4928، وح 4929 من طريق سفيان، وإسرائيل، وجرير، كلهم عن موسى بن أبي عائشة به، إلا أن رواية سفيان، وإسرائيل مختصرة.
وأخرجه الطيالسي في مسنده ح 2628 بألفاظ متقاربة، وفيه: "إنما أحرك شفتي كما رأيت ابن عباس" كما في صحيح البخاري.
فائدة: قال الحافظ في الفتح: وعبر في الأول بقوله "كان يحركهما" وفي الثاني "برأيت" لأن ابن عباس لم ير النبي -صلى الله عليه وسلم- في تلك الحالة، لأن سورة القيامة مكية باتفاق، ولم يكن ابن عباس إذ ذاك ولد، لكن يجوز أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبره بذلك بعد، فقد ثبت ذلك صريحًا في مسند أبي داود الطياليسي. وأما سعيد بن جبير فرأى ذلك من ابن عباس بلا نزاع. اهـ مختصرًا. ولفظه: "قال ابن عباس: فأنا أحرك لك شفتي كما رأيت رسول اله -صلى الله عليه وسلم-". فتح الباري 8/ 682.
قلت: ولم أقف على لفظ "كما رأى رسول الله" في المسند المطبوع. وإنما فيه: "كما رأيت ابن =
-[25]- = عباس). كما في البخاري. وقال أيضا: وأفادت هذه الرواية إبراز الضمير في رواية البخاري حيث قال فيها: "فأنا أحركهما" ولم يتقدم للشفتين ذكر، فعلمنا أن ذلك من تصرف الرواة.
(¬11) حديث جرير عن موسى بن أبي عائشة، أخرجه الإمام البخاري في صحيحه موصولًا وسبق تخريجه في الحاشية السابقة.

الصفحة 23