كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 11)

باب ذكر قراءة (¬1) النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن على الجن واستماعهم له، والدليل على أن القارئ بقراءته (¬2) القرآن يحال بينه (¬3) وبين الشيطان
¬_________
(¬1) في (م): قرآأء. لوحة لوحة (م 3/ 86 / أ).
(¬2) في (م) - بقرااته القرآن يحال بين الشيطان وبينه.
(¬3) في (م) - بقرااته القرآن يحال بين الشيطان وبينه.
4226 - حدثنا الصاغاني (¬1)، قال: ثنا عبد الوهاب بن عطاء (¬2)، قال: حدثنا داود بن أبي هند، عن عامر (¬3)، عن علقمة (¬4)، قال: قلت لابن مسعود: من كان منكم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة الجنّ؟ قال: ما كان معه منا أحد. فقدناه ذات ليلة ونحن بمكة، فقلنا: اغتيل (¬5)، [رسول الله -صلى الله عليه وسلم-] (¬6) أو استطير (¬7)، فانطلقنا نطلبه في الشعاب (¬8) والأودية، فبتنا بشر مبيت باته قوم، فلما أصبحنا رأيناه مقبلا من نحو
-[27]- حِراء (¬9)، فقلنا: يا رسول الله، أين كنت؟ لقد أشفقنا عليك، بتنا الليلة بشر ليلة بات بها قوم، حين فقدناك، قلنا: اغتيل أو استطير، قال: "إنه أتاني داعي الجن لأقرئهم (¬10) القرآن، فانطلق بنا فأرانا آثارهم، وآثار نيراهم. قال: فقال الشعبي: وسألوه (¬11) الزاد، قال: فقال: كل عظم يقع في أيديكم (¬12) يذكر اسم الله عليه، أوفر ما كان لحما. والبعر عَلَفا لدوابكم. قال: فقال: لا تستنجوا بالعظام ولا بالبعر فإنه زاد إخوانكم من الجن".
قال داود: فلا أدري هذا في الحديث أو شيء قاله الشعبي (¬13).
¬_________
(¬1) محمد بن إسحاق.
(¬2) هو العجلي.
(¬3) هو الشعبي.
(¬4) هو ابن قيس النخعي.
(¬5) اغتيل: أي قُتل خُفية. النهاية 3/ 403.
(¬6) ما بين المعقوفتين في نسخة (م).
(¬7) استطير: ذُهِبَ به بسُرْعةٍ كأن الطير حملته. وقال النووي: طارت به الجن. النهاية 3/ 152، شرح النووي 4/ 170.
(¬8) الشِّعاب: جمع شِعْب بالكسر، الطريق، وقيل الطريق في الجبل. لسان العرب 1/ 501.
(¬9) حِراءٌ: قال الحموي: بالكسر، والتخفيف، والمدّ: جبل من جبال مكة اهـ. ويعرف اليوم بجبل النور، وهو الآن داخل العمران على يسار المذاهب إلى الطائف من طريق السيل. معجم البلدان 2/ 233، معجم السيرة النبوية ص 95.
(¬10) في (م): لاقرأهم.
(¬11) الواو زيادة من (م).
(¬12) هكذا بالأصل، وفي نسخة (م) "لم يذكر اسم الله عليه"، وفي مسلم "ذكر اسم الله عليه" بدون "لم". قال النووي: قال بعض العلماء هذا لمؤمنيهم وأما غيرهم فجاء في حديث آخر أن طعامهم ما لم يذكر اسم الله عليه، شرح مسلم 4/ 170.
(¬13) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، في الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن (1/ 332) ح 150، قال: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الأعلى، عن داود به.
فوائد الاستخراج:
1 - ذكر الراوي داود، عند مسلم مهملا، وقد ميز عند أبي عوانة، فقال: ابن أبي هند.
2 - زيادة لفظة: "ونحن بمكة" ولفظ: "لقد أشفقنا عليك" ولفظ: "الجن" بعد قوله: =
-[28]- = "إخوانكم".
3 - قال هنا: "لم يذكر اسم الله عليه"، وفي مسلم: "ذكر اسم الله عليه".
4 - قال هنا: "لا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم".
5 - زاد أبو عوانة: "قال داود: فلا أدري هذا في الحديث أو شيء قاله الشعبي".
6 - وقع هنا من رواية عبد الوهاب بن عطاء عن داود إرسال في آخر الحديث قال: قال الشعبي: وسألوه الزاد ... ودواه مسلم متصلا من دواية عبد الأعلى عن داود وسيأتي في ح 4227 متصلا عند أبي عوانة.

الصفحة 26