كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 11)

باب ذكر الخبر الموجب لاستذكار القرآن ودراسته، وأن حامله إذا قام به فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإن لم يقم به نُسيِّه، والدليل على أنه إذا غفل عن تعاهده نُزِعَ منه.
4251 - حدثنا الدَّبَري (¬1)، قال؛ قرأنا على عبد الرزاق، عن الثوري، عن منصور (¬2)، عن أبي وائل (¬3)، عن ابن مسعود رفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "تعاهدوا القرآن، فإنه أشد تَفَصِّيا (¬4) من صُدُورِ الرجال مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلها، بِئْسَ ما لأَحَدِهم أن يقولَ: نَسِيتُ آية كيتَ (¬5)، وكيتَ" (¬6).
¬_________
(¬1) هو إسحاق بن إبراهيم.
(¬2) منصور بن المعْتمر السُّلمي.
(¬3) شقيق بن سَلَمة الأسدي، الكوفي.
(¬4) تفصِّيا: أي أشد خروجًا. النهاية 3/ 452. والمعنى: أمره -صلى الله عليه وسلم- بتجديد العهد به بملازمة تلاوته بالليل والنهار. اهـ. مختصرًا من الفتح 9/ 79، وهو كما بوب عليه المصنف وسيأتي في ح 4258.
(¬5) آية كيت وكيت: هي كناية عن الأمر، نحو كذا وكذا. قال القرطبي: كيت وكيت يعبر بها عن الجمل الكثيرة والحديث الطويل. النهاية 4/ 216، فتح الباري 9/ 80.
(¬6) أخرجه مسلم في صحيحه، في صلاة المسافرين وقصرها، باب الأمر بتعهد القرآن، ... 1/ 544، ح 228 من طريق جرير عن منصور به، لكنه قدم قوله: "بئس ما لأحدهم ... " الحديث. وزاد: "بل هو نُسِّيَ"، وفيه "استذكروا" بدل "تعاهدوا". =
-[47]- = والبخاري في صحيحه، في فضائل القرآن، باب استذكار القرآن وتعاهده ح 5032، عن عثمان، عن جرير، عن منصور به، مثل رواية مسلم.

الصفحة 46