كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 11)
باب بيان السعة في قراءة القرآن إذا لم يُحلِ المعنى ولم يختلف في حلال ولا حرام، وأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أعطي بكل حَرف مسألةً يسألها.
4279 - حدثنا يوسف بن مَسلَّم (¬1)، قال: حدثنا حجاج (¬2)، قال: أخبرني شعبة، عن الحكم (¬3)، عن مجاهد (¬4)، عن ابن أبي ليلى (¬5)، عن أُبيّ بن كعب قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- عند أَضاةِ (¬6) بني غِفارٍ، قال: فأتاهُ جبريلُ فقال: إِنَّ الله يأَمُركَ أَنْ تَقرأَ أُمَتُكَ القُرآنَ على حَرْف، فقال: أَسْأَلُ الله مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمتي لا تطيق ذلك، ثم أتاه الثانية، فقال: إنَّ الله يأمرك أن تقرأ أُمتك القرآن على حرفين، قال: أَسأَلُ الله مُعَافاتَهُ وَمَغْفرتَهُ، إن أُمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الثالثة، فقال: إنَّ الله يأَمُرُكَ أَن تَقرَأَ أُمَّتُكَ القُرآنَ على ثَلاَثةِ أَحْرُفٍ، فقال: أَسأَلُ الله معافاتَهُ ومغفرتَهُ، إنَّ أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءَهُ الرابِعةَ، فقال: إنَّ الله تعالى
-[67]- يأَمُرُكَ أَنْ تقرأ أُمُّتُكَ القُرْآن على سَبْعَةِ أحرفٍ، فأيُّما حرفٍ قرأُوا عليه فقد أصابوا" (¬7)، وكذا رواه غندر (¬8).
¬_________
(¬1) هو يوسف بن سعيد بن مسلم.
(¬2) حجاج بن محمد المصيصي الأعور.
(¬3) الحكم بن عتيبة الكندي، الكوفي.
(¬4) مجاهد بن جبر، أبو الحجاج المخزومي.
(¬5) عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري المدني.
(¬6) أضاة: بوزن حصاة وهو الغدير. النهاية 1/ 35.
(¬7) رواه مسلم في صحيحه، في صلاة المسافرين، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف، وبيان معناه 1/ 562 - 563 ح 274 من طريق محمد بن جعفر عن شعبة به، مثله.
(¬8) وصله الإمام مسلم في صحيحه، في الموضع السابق، فقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا غندر، عن شعبة، به، ولم يذكر لفظه.