كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 11)

4287 - ز حدثنا جعفر بن محمَّد أبو محمَّد الصائغ (¬1)، قال: حدثنا عفان بن مسلم (¬2)، قال: حدثنا حماد بن سلمة (¬3)، عن ثابت (¬4)، عن أنس قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أملى على كاتب (سميعا عليما) فكتب (سميعا بصيرا) أو أملى عليه (عليما حكيما) فكتب (عليما حليما) قال: دعه" (¬5).
¬_________
(¬1) جعفر بن محمَّد بن شاكر.
(¬2) تقدم في ح 4204، قال يحيى بن معين: من أراد أن يكتب حديث حماد بن سلمة فعليه بعفان، وقال أيضًا: عفان والله أثبت من أبي نعيم في حماد بن سلمة. التاريخ ليحيى 2/ 408، شرح العلل 1/ 127، 2/ 517.
(¬3) ابن دينار البصري.
(¬4) ثابت بن أسلم البُناني.
(¬5) رجاله ثقات، رجال الشيخين. وهذا الحديث من زوائد أبي عوانة على مسلم.
4288 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير أن المِسْوَرَ بن مخرمة، وعبد الرحمن بن عبد القاريَّ (¬1) أخبراه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: "سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذلك، فكدت أُساوره (¬2)، فتصبّرت حتى
-[75]- سلّم، فلما سلّم لَبَّبْتُه (¬3) بردائه، فقلت. من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأها آنفا؟ قال: أقرأنيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: كذبت (¬4)، فوالله إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو أقرأني هذا السورة التي سمعتك تقرأها، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها وأنت أقرأتني سورة الفرقان، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام، فقرأ عليه السورة التي سمعته يقرأها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هكذا أنزلت، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، اقرؤوا ما تيسر منه" (¬5).
¬_________
(¬1) القاريّ: بتشديد الياء التحتانية نسبة إلى القارة بطن من خزيمة بن مدركة. الأنساب.
(¬2) أساوره: أواثبه وأقاتله. النهاية 2/ 420.
(¬3) لببته: معناه أخذت بمجامع ردائه في عنقه وجررته به. النهاية 4/ 223.
(¬4) كذبت: فيه إطلاق ذلك على غلبة الظن، أو المراد: أخطأت لأن أهل الحجاز يطلقون الكذب في موضع الخطأ. الفتح 9/ 25.
(¬5) رواه مسلم في صحيحه, في صلاة المسافرين، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف، وبيان معناه-1/ 561، ح 271 - عن حرملة بن يحيى، أخبرنا ابن وهب، فذكره إلى قوله: "في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، ثم أحال لفظه على رواية مالك عن ابن شهاب.
والبخاري في صحيحه, في فضائل القرآن، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، ح 4992 من طريق عقيل عن ابن شهاب، به، نحوه.
ورواه أيضًا في باب من لم ير بأسًا أن يقول سورة البقرة- ح 5041 - من طريق شعيب عن الزهري به. =
-[76]- = فوائد الاستخراج:
1 - تساوي رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
2 - التقى أبو عوانة مع مسلم في "ابن وهب"، وهذا "بدل".
3 - توضيح المهمل، فإن يونس ورد في صحيح مسلم بدون ذكر اسم أبيه.
4 - زيادة قوله: "فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأها آنفا؟ قال: أقرأنيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: كذبت فوالله إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرأه".
5 - في مسلم: "أرسله، اقرأ". وعند أبي عوانة: "أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام".

الصفحة 74