كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 11)

3- حُبُّ الرَّجُلِ بَعْضَ نِسَائِهِ أَكْثَرَ مِنْ بَعْضٍ.
9039- أَخبَرنا عُبَيدُ اللهِ بنُ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيمَ بنِ سَعْدِ، قَالَ: حَدثنا عَمِّي، قَالَ: حَدثنا أَبي، عَن صَالِحٍ، عَنِ ابنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمدُ بنُ عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هِشَامٍ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبيِّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم، إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ مَعِي فِي مِرْطِي، فَأَذِنَ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ العَدْلَ فِي ابنَةِ أَبي قُحَافَةَ، وَأَنَا سَاكِتَةٌ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: أَيْ بُنَيَّةِ، أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَأَحِبِّي هَذِهِ، فَقَامَتْ فَاطِمَةُ حِينَ سَمِعَتْ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم، فَرَجَعَتْ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبيِّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم، فَأَخْبَرَتْهُنَّ بِالَّذِي قَالَتْ: وَالَّذِي قَالَ لَهَا، فَقُلْنَ لَهَا: مَا نَرَاكِ أَغْنَيْتِ عَنَّا مِنْ شَيْءٍ، فَارْجِعِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم فَقُولِي لَهُ: إِنَّ أَزْوَاجَكَ يَنْشُدْنَكَ العَدْلَ فِي ابنَةِ أَبي قُحَافَةَ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: لا وَاللهِ لا أُكَلِّمُهُ فِيهَا أَبَدًا،
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبيِّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم، وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْ أَزْوَاجِ النَّبيِّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم فِي المَنْزِلَةِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم، وَلَمْ أَرَ امْرَأَةً قَطُّ خَيْرًا فِي الدِّينِ مِنْ زَيْنَبَ، وَأَتْقَى للهِ، وَأَصْدَقَ حَدِيثًا، وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ، وَأَعْظَمَ صَدَقَةً، وَأَشَدَّ ابْتِذَالاً لِنَفْسِهَا فِي العَمَلِ الَّذِي تَصَدَّقُ بِهِ، وَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَا عَدَا سَوْرَةً مِنْ حَدٍ كَانَتْ فِيهَا، تُسْرِعُ فِيهَا الفيْئَةَ، فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم وَرَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم مَعَ عَائِشَةَ فِي مِرْطِهَا عَلَى الحَالِ الَّتِي كَانَتْ دَخَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا، فَأَذِنَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ العَدْلَ فِي ابنَةِ أَبي قُحَافَةَ، وَوَقَعَتْ بِي، فَاسْتَطَالَتْ، وَأَنَا أَرْقُبُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم وَأَرْقُبُ طَرْفَهُ، هَلْ يَأْذَنُ لِي فِيهَا، فَلَمْ تَبْرَحْ زَيْنَبُ، حَتَّى عَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم لا يَكْرَهُ أَنْ أَنْتَصِرَ، فَلَمَّا وَقَعْتُ بِهَا لَمْ أَنْشَبْهَا حَتَّى أَنْحَيْتُ عَلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: إِنَّهَا ابنَةُ أَبي بَكْرٍ.

الصفحة 10