كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 11)
قَالَ: مَلَكٌ مِنَ المَلائِكَةِ، مُوكَلٌّ بِالسَّحَابِ، مَعَهُ مَخَارِيقُ مِنْ نَارٍ، يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللهُ، قَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي يُسْمَعُ؟ قَالَ: زَجْرُهُ بِالسَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى حَيْثُ أُمِرَ، قَالُوا: صَدَقْتَ، قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَا حَرَّمَ إِسرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ: كَانَ يَسْكُنُ البَدْوَ، فَاشْتَكَى عِرْقَ النَّسَا، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُلاوِمُهُ إِلاَّ لُحُومَ الإِبِلِ وَأَلْبَانَهَا، فَلِذَلِكَ حَرَّمَهَا، قَالُوا: صَدَقْتَ، قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَنِ الَّذِي يَأْتِيكَ مِنَ المَلائِكَةِ؟ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ يَأْتِيَهُ مَلَكٌ مِنَ المَلائِكَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ بِالرِّسَالَةِ وَبِالوَحْيِ، فَمَنْ صَاحِبُكَ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا بَقِيَتْ هَذِهِ حَتَّى نُتَابِعَكَ؟ قَالَ: هُوَ جِبْرِيلُ، قَالُوا: ذَلِكَ الَّذِي يَنْزِلُ بِالحرْبِ وَبِالقَتْلِ، ذَاكَ عَدُوُّنَا مِنَ المَلائِكَةِ، لَوْ قُلْتَ: مِيكَائِيلُ، الَّذِي يَنْزِلُ بِالقَطْرِ وَالرَّحْمَةِ، تَابَعْنَاكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ: {فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ}.
الصفحة 114