كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 11)
وَأَمَّا الوَلَدُ، فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ نَزَعَ إِلَيْهِ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ المَرْأَةِ نَزَعَتِ الشَّبَهَ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اليَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ، فَسَلْهُمْ عَنِّي قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا إِسلامِي، فَجَاءَتِ اليَهُودُ، فَقَالَ: أَيُّ رَجُلٍ عَبدُ اللهِ بنُ سَلامٍ فِيكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرُنَا، وَابْنُ خَيْرِنَا، وَأَفْضَلُنَا، وَابْنُ أَفْضَلِنَا، فَقَالَ النَّبيُّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبدُ اللهِ بنُ سَلامٍ، قَالُوا: أَعَاذَهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ، فَأَعَادَهَا، فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ عَبدُ اللهِ بنُ سَلامٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمدًا رَسُولُ اللهِ، فَقَالُوا: شَرُّنَا، وَابْنً شَرِّنَا، وَتَنَقَّصُوهُ، فَقَالَ: هَذَا كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ اللهِ.
34- صِفَةُ مَاءِ الرَّجُلِ وَصِفَةُ مَاءِ المَرْأَةِ.
9224- أَخبَرنا عَمْرُو بنُ مَنصُورٍ النَّسَائِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، قَالا: حَدثنا مُحَمدُ بنُ الصَّلْتِ الكُوفِيُّ، قَالَ: حَدثنا أَبو كُدَيْنَةَ يَحيَى بنُ المُهَلَّبِ الكُوفِيُّ، عَن عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، عَنِ القَاسِمِ بنِ عَبدِ الرَّحمَنِ، عَن أَبيهِ، عَن عَبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ قَالَ: مَرَّ يَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم وَهُوَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ، قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ: يَا يَهُودِيُّ، إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَقَالَ: لأَسْأَلَنَّهُ عَن شَيْءٍ لا يَعْلَمُهُ إِلاَّ نَبِيٌّ، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ، فَقَالَ: يَا مُحَمدُ، مِمَّ يُخْلُقُ الإِنْسَانُ؟ قَالَ: يَا يَهُودِيُّ، مِنْ كُلٍّ يُخْلَقُ: مِنْ نُطْفَةِ الرَّجُلِ، وَمِنْ نُطْفَةِ المَرْأَةِ، فَأَمَّا نُطْفَةُ الرَّجُلِ، فَنُطْفَةٌ غَلِيظَةٌ فَمِنْهَا العَظْمُ وَالعَصَبُ، وَأَمَّا نُطْفَةُ المَرْأَةِ، فَنُطْفَةٌ رَقِيقَةٌ، فَمِنْهَا اللَّحْمُ وَالدَّمُ، فَقَامَ اليَهُودِيُّ.
اللَّفْظُ لأَحْمَدَ.
قَالَ أَبو عَبدِ الرَّحمَنِ: عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ كَانَ قَدْ تَغَيَّرَ.
الصفحة 117