كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 11)

قَالَتِ التَّاسِعَةُ: زَوْجِيَ المَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ، وَأَنَا أَغْلِبُهُ، وَالنَّاسَ يَغْلِبُ، قَالَتِ العَاشِرَةُ: زَوْجِي مَالِكٌ، وَمَا مَالِكٌ، مَالِكٌ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكِ، لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَاتُ المَبَارِكِ، قَلِيلاتُ المَسَارِحِ، إِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ المِزْهَرِ، أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ، قَالَتِ الإِحْدَى عَشْرَةَ: زَوْجِي أَبو زَرْعٍ، وَمَا أَبو زَرْعٍ، أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ، وَمَلأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ، فَبَجَّحَنِي، فَبَجِحَتْ نَفْسِي إِلَيَّ، وَجَدَنِي فِي أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ، فَجَعَلَنِي فِي صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ وَدِيَاسٍ، وَمُنِقٍّ، فَعِنْدَهُ أَقُولُ فَلا أُقَبَّحُ، وَأَشْرَبُ فَأَتَقَنَّحُ، وَأَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ، أُمُّ أَبي زَرْعٍ، وَمَا أُمُّ أَبي زَرْعٍ؟ عُكُومُهَا رَدَاحٌ، وَبَيْتُهَا فُسَاحٌ، ابنُ أَبي زَرْعٍ، وَمَا ابنُ أَبي زَرْعٍ؟ مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ، وَتُشْبِعُهُ ذِرَاعُ الجَفْرَةِ، ابنَةُ أَبي زَرْعٍ، وَمَا ابنَةُ أَبي زَرْعٍ؟ طَوْعُ أَبيهَا، وَطَوْعُ أُمِّهَا، وَصِفْرُ رِدَائِهَا، وَمِلْءُ كِسَائِهَا، وَغَيْظُ جَارَتِهَا، جَارِيَةُ أَبي زَرْعٍ، وَمَا جَارِيَةُ أَبي زَرْعٍ؟ لا تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا، وَلا تَغُشُّ مِيرَتَنَا تَغْشِيشًا، وَلا تَمْلأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا، خَرَجَ مِنْ عِنْدِي أَبو زَرْعٍ وَالأَوْطَابُ تُمْخَضُ، فَلَقِيَ امْرَأَةً لَهَا ابنَانِ كَالفَهْدَيْنِ، يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ، فَنَكَحَهَا أَبو زَرْعٍ وَطَلَّقَنِي، فَنَكَحْتُ مِنْ بَعْدِهِ رَجُلاً سَرِيًّا، رَكِبَ شَرِيًّا، وَأَخَذَ خَطِّيًّا، وَأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَمًا ثَرِيًّا، فَقَالَ: كُلِي، وَمِيرِي أَهْلَكِ، فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ الَّذِي أَعْطَانِي مَا بَلَغَتْ إِنَاءً مِنْ إِنَاءِ أَبي زَرْعٍ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: فَكُنْتُ لَكِ كَأَبي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ.
9288- قَالَ هِشَامٌ: فَحَدَّثني يَزِيدُ بنُ رُومَانَ، عَن عُرْوَةَ، عَن عَائِشَةَ، عَنِ النَّبيِّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم بِمِثْلِ ذَلِكَ، يَعْنِي آخِرَ الحَدِيثِ.

الصفحة 154