كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 11)
خَالَفَهُ حَجَّاجٌ فَقَالَ: عَنِ ابنِ جُرَيْجٍ عَنِ ابنِ أَبي مُلَيْكَةَ عَن مُحَمدِ بنِ قَيْسٍ.
9059- أَخبَرنا يُوسُفُ بنُ سَعِيدُ بنُ مُسْلِمٍ المِصِّيصِيُّ، قَالَ: حَدثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبدُ اللهِ بنُ أَبي مُلَيْكَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمدَ بْنَ قَيْسِ بنِ مَخْرَمَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تُحَدِّثُ قَالَتْ: أَلا أُحَدِّثَكُمْ عَنِّي وَعَنِ النَّبيِّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَتْ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي هُوَ عِنْدِي، تَعْنِي النَّبيَّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم انْقَلَبَ، فَوَضَعَ نَعْلَيْهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، وَوَضَعَ رِدَاءَهُ، وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ رَيْثَمَا ظَنَّ أَنِّي قَدْ رَقَدْتُ، ثُمَّ انْتَعَلَ رُوَيْدًا، وَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا، ثُمَّ فَتَحَ البَابَ رُوَيْدًا، وَخَرَجَ وأَجَافَهُ رُوَيْدًا، وَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي، وَاخْتَمَرْتُ، وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي، وَانْطَلَقْتُ فِي أَثَرِهِ، حتى جَاءَ البَقِيعَ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَأَطَالَ القِيَامَ، ثُمَّ انْحَرَفَ، فَانْحَرَفْتُ، فَأَسْرَعَ، فَأَسْرَعْتُ، وَهَرْوَلَ، فَهَرْوَلْتُ، فَأَحْضَرَ، فَأَحْضَرْتُ، وَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ، فَلَيْسَ إِلاَّ أَنِ اضْطَجَعْتُ، فَدَخَلَ فَقَالَ: مَا لَكِ يَا عَائِشُةُ حَشْيَا رَابِيَةً؟ قَالَتْ: لا، قَالَ: لَتُخْبِرِنِّي، أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الخَبِيرُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبي أَنْتَ وَأُمِّي، فَأَخْبَرْتُهُ الخَبَرَ، قَالَ: فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي، ثُمَّ قَالَ: أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟ قَالَتْ: مَهْمَا يَكْتُمُ النَّاسُ فَقَدْ عَلِمَهُ اللهُ، قَالَ: نَعَمْ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ، وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ، وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ، فَنَادَانِي فَأَخْفَى مِنْكِ، فَأَجَبْتُهُ، فَأَخْفَيْتُ مِنْكِ، وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ، وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي، فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَ أَهْلَ البَقِيعِ، فَأَسْتَغْفِرَ لَهُمْ.
قَالَ أَبو عَبدِ الرَّحمَنِ: حَجَّاجُ بنُ مُحَمدٍ فِي ابنِ جُرَيْجٍ أَثْبَتُ عِنْدَنَا مِنَ ابنِ وَهْبٍ، رِوَاهُ عَاصِمٌ عَن عَبدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ رَبِيعَةَ عَن عَائِشَةَ عَلَى غَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ: (قَالَتْ: فَقَدْتَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَتَبِعْتُهُ فَإِذَا هُوَ بِالبَقِيعِ قَالَ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ، وَإِنَّا لاحِقُونَ، اللهُمَّ لا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ، وَلا تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ، قَالَتْ: ثُمَّ التَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: وَيْحَهَا، لَوْ تَسْتَطِيعُ مَا فَعَلَتْ) (1).
_حاشية__________
(1) ما بين القوسين لم يرد في طبعة الرسالة.
الصفحة 24
496