كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 11)
25- التَّرْغِيبُ فِي المُبَاضَعَةِ.
9175- أَخبَرنا مُحَمدُ بنُ المُثَنَّى، قَالَ: حَدثنا أَبو عَامِرٍ، قَالَ: حَدثنا عَليٌّ يعني ابن المبارك، عَن يَحيَى وهو ابن أبي كثير، عَن زَيْدِ بنِ سَلاَّمٍ، عَن أَبي سَلاَّمٍ قَالَ: قَالَ أَبو ذَرٍّ: قَالَ: كَأَنَّهُ، يَعْنِي النَّبيَّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: إِنَّ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ كُلَّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ صَدَقَةً مِنْهُ عَلَى نَفْسِهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مِنْ أَيْنَ أَتَصَدَّقُ وَلَيْسَ لَنَا أَمْوَالٌ؟ قَالَ: أَوَلَيْسَ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ التَّكْبِيرُ، وَالحَمْدُ للهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَتَسْتَغْفِرُ اللهَ، وَتَأْمُرُ بِالمَعْرُوفِ، وَتَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ، وَتَعْزِلُ الشَّوْكَةَ عَن طَرِيقِ المُسْلِمِينَ وَالعَظْمَ وَالحَجَرَ، وَتُهْدِي الأَعْمَى، وَتُدِلُّ المُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَةٍ لَهُ قَدْ عَلِمْتَ مَكَانَهَا، وَتَرْفَعُ بِشِدَّةٍ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ، وَلَكَ فِي جِمَاعِكَ زَوْجَتَكَ أَجْرٌ، قُلْتُ: كَيْفَ يَكُونُ لِي الأَجْرُ فِي شَهْوَتِي؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ وَلَدٌ فَأَدْرَكَ وَرَجَوْتَ خَيْرَهُ، ثُمَّ مَاتَ، أَكُنْتَ تَحْتَسِبُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَنْتَ خَلَقْتَهُ؟ قَالَ: بَلِ اللهُ خَلَقَهُ، قَالَ: فَأَنْتَ هَدَيْتَهُ؟ قَالَ: بَلِ اللهُ هَدَاهُ، قَالَ: فَأَنْتَ كُنْتَ تَرْزُقُهُ؟ قَالَ: بَلِ اللهُ رَزَقَهُ، قَالَ: كَذَلِكَ فَضَعْهُ فِي حَلالِهِ، وَجَنِّبْهُ حَرَامَهُ، فَإِنْ شَاءَ اللهُ أَحْيَاهُ، وَإِنْ شَاءَ أَمَاتَهُ، وَلَكَ أَجْرٌ.
9176- أَخبَرنا أَحْمَدُ بنُ سُلَيمَانَ، قَالَ: حَدثنا يَزِيدُ، قَالَ: أَخبَرنا هِشَامٌ، عَن وَاصِلٍ، مَوْلَى أَبي عُيَيْنَةَ، عَن يَحيَى بنِ عُقَيْلٍ، عَن يَحيَى بنِ يَعْمَرَ، عَن أَبي ذَرٍّ، عَنِ النَّبيِّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم قَالَ: يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلامَى ابنِ آدَمَ كُلَّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ، ثُمَّ قَالَ: إِمَاطَتُكَ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَتَسْلِيمُكَ عَلَى النَّاسِ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ بِالمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيُكَ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَمُبَاضَعَتُكَ أَهْلَكَ صَدَقَةٌ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَقْضِي الرَّجُلُ شَهْوَتَهُ وَتكُونُ لَهُ صَدَقَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَرَأَيْتَ لَوْ جَعَلَ تِلْكَ الشَّهْوَةَ فِيمَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ، أَلَمْ يكُنْ عَلَيْهِ وِزْر؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّهُ إِذَا جَعَلَهَا فِيمَا أَحَلَّ اللهُ لَهُ، فَهِيَ صَدَقَةٌ، قَالَ: وَذَكَرَ أَشْيَاءَ صَدَقَةً، ثُمَّ قَالَ: يُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ رَكْعَتَا الضُّحَى.
الصفحة 95