كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 11)

إنَّ هَذَا الطَّاعُونَ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ ، اللَّهُمَّ اقْسِمْ لآلِ مُعَاذٍ نُصِيبَهُمَ الأَوْفَى مِنْهُ ، قَالَ : فَلَمَّا نَزَلَ ، عَنِ الْمِنْبَرِ أَتَاهُ آتٍ ، فَقَالَ : إنَّ عَبْدَ الرَّحْمَن بْنَ مُعَاذٍ قَدْ أُصِيبَ ، فَقَالَ : إنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ ، قَالَ : ثُمَّ انْطَلَقَ نَحْوَهُ ، قَالَ : فَلَمَّا رَآهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مُقْبِلاً ، قَالَ : إِنَّهُ {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} ، قَالَ : فَقَالَ : يَا بُنَيَّ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ قَالَ : فَمَاتَ آلُ مُعَاذٍ إنْسَانًا إنْسَانًا حَتَّى كَانَ مُعَاذٌ آخِرَهُمْ ، قَالَ : فَأُصِيبَ ، فَأَتَاهُ الْحَارِثُ بْنُ عَمِيرَةَ الزُّبَيْدِيُّ ، قَالَ : فَأُغْشِيَ عَلَى مُعَاذٍ غَشْيَةً ، قَالَ : فَأَفَاقَ مُعَاذٌ وَالْحَارِثُ يَبْكِي ، قَالَ : فَقَالَ مُعَاذٌ : مَا يُبْكِيك ؟ قَالَ : فَقَالَ : أَبْكِي عَلَى الْعِلْمِ الَّذِي يُدْفَنُ مَعَك ، قَالَ : فَقَالَ : إِنْ كُنْت طَالِبَ الْعِلْمِ لاَ مَحَالَةَ فَاطْلُبْهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَمِنْ عُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَمِنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، قَالَ : وَإِيَّاكَ وَزَلَّةَ الْعَالِمِ ، قَالَ : قُلْتُ : وَكَيْف لِي أَصْلَحَك اللَّهُ أَنْ أَعْرِفَهَا ، قَالَ : إنَّ لِلْحَقِّ نُورًا يُعْرَفُ بِهِ ، قَالَ : فَمَاتَ مُعَاذٌ وَخَرَجَ الْحَارِثُ يُرِيدُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ بِالْكُوفَةِ ، قَالَ : فَانْتَهَى إِلَى بَابِهِ فَإِذَا عَلَى الْبَابِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ يَتَحَدَّثُونَ ، قَالَ : فَجَرَى بَيْنَهُمَ الْحَدِيثُ حَتَّى ، قَالُوا : يَا شَامِيُّ أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَقَالُوا : مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : فَقَالَ : إنَّ لِي ذُنُوبًا لاَ أَدْرِي مَا يَصْنَعُ اللَّهُ فِيهَا

الصفحة 16