كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 11)

جَلَسَ إلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ : هَلْ كَانَ مِنْ شَيْءٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : إنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ ، قَالَ : إلَى أَيْنَ ؟ قَالَ : إلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، قَالَ : ثُمَّ أَصْبَحْت بَيْنَ أظْهُرِنَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَلَمْ يُرِهِ أنَّهُ يُكَذِّبُهُ مَخَافَةَ أَنْ يَجْحَدَ الْحَدِيثَ إنْ دَعَا قَوْمَهُ إلَيْهِ ، قَالَ : أَتُحَدِّثُ قَوْمَك مَا حَدَّثْتنِي إنْ دَعَوْتُهُمْ إلَيْك ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : هَيَّا يَا مَعْشَرَ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ هَلُمَّ ، قَالَ : فَتَنَفَّضَتِ الْمَجَالِسُ ، فَجَاؤُوا حَتَّى جَلَسُوا إلَيْهِمَا ، فَقَالَ لَهُ : حَدِّثْ قَوْمَك مَا حَدَّثْتنِي ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ ، قَالُوا : إلَى أَيْنَ ؟ قَالَ : إلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، قَالُوا : ثُمَّ أَصْبَحْت بَيْنَ ظَهْرَانِينَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَبَيْنَ مُصَفِّقٍ وَبَيْنَ وَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مُتَعَجِّبًا لِلْكَذِبِ - زَعَمَ - ! وَقَالُوا لِي : أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا الْمَسْجِدَ ؟ قَالَ : وَفِي الْقَوْمِ مَنْ قَدْ سَافَرَ إلَى ذَلِكَ الْبَلَدِ وَرَأَى الْمَسْجِدَ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : فَذَهَبْت أَنْعَتُ لَهُمْ , فَمَا زِلْت أَنْعَتُ لَهُمْ وَأَنْعَتُ حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ بَعْضُ النَّعْتِ ، فَجِيءَ بِالْمَسْجِدِ وَأَنَا أَنْظُرُ إلَيْهِ حَتَّى وُضِعَ دُونَ دَارِ عَقِيْلٍ - أَوْ دَارِ عِقَاْل - ، فَنَعَتُّهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إلَيْهِ ، فَقَالَ : الْقَوْمُ : أَمَّا النَّعْتُ فَوَاللهِ قَدْ أَصَابَ.
32359- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا جِبْرِيلُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذْ سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : لَقَدْ فُتِحَ بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ مَا فُتِحَ قَطُّ ، قَالَ : فَأَتَاهُ مَلَكٌ ، فَقَالَ : أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتهمَا لَمْ يُعْطَهُمَا مَنْ كَانَ قَبْلَك : فَاتِحَةُ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ , لَمْ تَقْرَأْ مِنْهَا حَرْفًا إلاَّ أُعْطِيته.

الصفحة 462