كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 11)

مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْجَمَلِ ؟ فَإِذَا فِتْيَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، قَالُوا : هُوَ لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : فَمَا شَأْنُهُ ؟ قَالُوا : سَنَيْنَا عَلَيْهِ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً , وَكَانَتْ بِهِ شُحَيْمَةٌ , فَأَرَدْنَا أَنْ نَنْحَرَهُ , فَنَقْسِمُهُ بَيْنَ غِلْمَانِنَا , فَانْفَلَتَ مِنَّا ، قَالَ : تَبِيعُونَهُ ، قَالُوا : لاَ , بَلْ هُوَ لَك يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : إمَّا لاَ فَأَحْسِنُوا إلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ.
32414- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو بن الأَحْوَصِ ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جُنْدُبٍ ، قَالَتْ : رَأَيْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي يَوْمَ النَّحْرِ وَهُوَ عَلَى دَابَّةٍ ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَتَبِعَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ , وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا بِهِ بَلاَءٌ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ , إنَّ هَذَا ابْنِي وَبَقِيَّةُ أَهْلِي ، وَإِنَّ بِهِ بَلاَءً لاَ يَتَكَلَّمُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ائْتُونِي بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ , فَأُتِيَ بِهِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَمَضْمَضَ فَاهُ ، ثُمَّ أَعْطَاهَا ، فَقَالَ : اسْقِيهِ مِنْهُ ، وَصُبِّي عَلَيْهِ مِنْهُ ، وَاسْتَشْفِي اللَّهَ لَهُ ، قَالَتْ : فَلَقِيتُ الْمَرْأَةَ ، فَقُلْتُ : لَوْ وَهَبْت لِي مِنْهُ ، فَقَالَتْ : إنَّمَا هُوَ لِهَذَا الْمُبْتَلَى, فَلَقِيت الْمَرْأَةَ مِنَ الْحَوْلِ فَسَأَلْتُهَا عَنِ الْغُلاَمِ ، فَقَالَتْ : بَرَأَ وَعَقَلَ عَقْلاً لَيْسَ كَعُقُولِ النَّاسِ.

الصفحة 492