كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 11)

32422- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْن ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : خَرَجَ إلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ غَضْبَانُ وَنَحْنُ نَرَى أَنَّ مَعَهُ جِبْرِيلَ ، قَالَ : فَمَا رَأَيْت يَوْمًا كَانَ أَكْثَرَ بَاكِيًا مُتَقَنِّعًا مِنْهُ ، قَالَ : سَلُونِي فَوَاللهِ لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إلاَّ أَنْبَأْتُكُمْ بِهِ ، قَالَ : فَقَامَ إلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ , أَفِي الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : لاَ , بَلْ فِي النَّارِ ، قَالَ : فَقَامَ إلَيْهِ آخَرُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ , مَنْ أَبِي ؟ قَالَ : أَبُوك حُذَافَةُ ، قَالَ : فَقَامَ إلَيْهِ آخَرُ ، فَقَالَ : أَعْلَيْنَا الْحَجُّ فِي كُلِّ عَامٍ ؟ قَالَ : لَوْ قُلْتُهَا لَوَجَبَتْ , وَلَوْ وَجَبَتْ مَا قُمْتُمْ بِهَا , وَلَوْ لَمْ تَقُومُوا بِهَا لَعُذِّبْتُمْ.
قَالَ : فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ : رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم رَسُولا , يَا رَسُولَ اللهِ , كُنَّا حَدِيثِي عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ , فَلاَ تُبْدِ سَوْآتِنَا ، وَلاَ تَفْضَحْنَا لِسَرَائِرِنَا وَاعْفُ عَنَّا عَفَا اللَّهُ عَنْك ، قَالَ : فَسُرِّيَ عَنْهُ ، ثُمَّ الْتَفَتَ نَحْوَ الْحَائِطِ ، فَقَالَ : لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِ , رَأَيْت الْجَنَّةَ وَالنَّارَ دُونَ هَذَا الْحَائِطِ.

الصفحة 496