كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 11)
قَالَ : وَكَانَ طَرِيقُهُمْ عَلَى إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، قَالَ : فَأَتَوْا إبْرَاهِيمَ ، قَالَ : فَلَمَّا بَشَّرُوهُ بِمَا بَشَّرُوهُ ، قَالَ : {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ} قَالَ : وَكَانَ مُجَادَلَتُهُ إيَّاهُمْ إِنَّهُ قَالَ : أَرَأَيْتُمْ إنْ كَانَ فِيهَا خَمْسُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَتُهْلِكُونَهُمْ ؟ قَالُوا : لاَ ، قَالَ : أَفَرَأَيْتُمْ إنْ كَانَ فِيهَا أَرْبَعُونَ ؟ قَالَ : قَالُوا : لاَ , حَتَّى انْتَهَى إلَى عَشْرَةٍ ، أَوْ خَمْسَةٍ - حُمَيْدٌ شَكَّ فِي ذَلِكَ - ، قَالَ : قَالُوا : فَأَتَوْا لُوطًا وَهُوَ يَعْمَلُ فِي أَرْضٍ لَهُ ، قَالَ : فَحَسِبَهُمْ بَشَرًا ، قَالَ : فَأَقْبَلَ بِهِمْ خَفِيًّا حَتَّى أَمْسَى إلَى أَهْلِهِ.
قَالَ : فَمَشَوْا مَعَهُ فَالْتَفَتَ إلَيْهِمْ ، قَالَ : وَمَا تَدْرُونَ مَا يَصْنَعُ هَؤُلاَءِ ؟ قَالُوا : وَمَا يَصْنَعُونَ ؟ فَقَالَ : مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ هُوَ شَرّ مِنْهُمْ ، قَالَ : فَلَبِسُوا آدَاتَهُمْ عَلَى مَا قَالَ ، وَمَشَوْا مَعَهُ ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ مِثْلَ هَذَا ، فَأَعَادَ عَلَيْهِمْ مِثْلَ هَذَا ثَلاَثَ مِرَارٍ ، قَالَ : فَانْتَهَى بِهِمْ إلَى أَهْلِهِ ، قَالَ : فَانْطَلَقَتِ امْرَأَتُهُ الْعَجُوزُ - عَجُوزُ السُّوءِ - إلَى قَوْمِهِ ، فَقَالَتْ : لَقَدْ تَضَيَّفَ لُوطٌ اللَّيْلَةَ رِجَالاً مَا رَأَيْت رِجَالاً قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُمْ وُجُوهًا ، وَلاَ أَطْيَبَ رِيحًا مِنْهُمْ.
قَالَ : فَأَقْبَلُوا يُهْرَعُونَ إلَيْهِ حَتَّى دَافَعُوهُ الْبَابَ حَتَّى كَادُوا يَغْلِبُونَهُ عَلَيْهِ ، قَالَ : فَأَهْوَى مَلَكٌ مِنْهُمْ بِجَنَاحِهِ ،
الصفحة 524