كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 11)

عليهما السلام وَانْطَلَقَ شَبَّر وَشَبِير, فَانْتَهَوْا إلَى جَبَلٍ فِيهِ سَرِيرٌ فَنَامَ عَلَيْهِ هَارُونُ فَقُبِضَ رُوحُهُ , فَرَجَعَ مُوسَى إلَى قَوْمِهِ ، فَقَالُوا : أَنْتَ قَتَلْته , حَسَدْتَنَا عَلَى خُلُقِهِ ، أَوْ عَلَى لِينِهِ ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - الشَّكُّ مِنْ سُفْيَانَ - ، قَالَ : كَيْفَ أَقْتُلُهُ وَمَعِي ابْنَاهُ ؟ قَالَ : فَاخْتَارُوا من شئتم ، قَالَ : فَاخْتَارُوا مِنْ كُلِّ سِبْطٍ عَشْرَةً ، قَالَ : وَذَلِكَ قَوْلُهُ : {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً} فَانْتَهَوْا إلَيْهِ فَقَالُوا : مَنْ قَتَلَك يَا هَارُونُ ، قَالَ : مَا قَتَلَنِي أَحَد , وَلَكِنْ تَوَفَّانِي اللَّهُ ، قَالُوا : يَا مُوسَى مَا تُعْصَى بَعْدُ ، قَالَ : فَأَخَذَتْهُمَ الرَّجْفَةُ , فَجَعَلَ يَتَرَدَّدُ يَمِينًا وَشِمَالاً وَيَقُولُ : {لَوْ شِئْت أهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إنْ هِيَ إلاَّ فِتْنَتُك} قَالَ : فَدَعَا اللَّهَ فَأَحْيَاهُمْ وَجَعَلَهُمْ أَنْبِيَاءَ كُلَّهُمْ.
32503- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ ، قَالَ : حدَّثَنَا إسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ ، فَلَمَّا فَرَغُوا أَعَادُوا الصَّخْرَةَ عَلَى الْبِئْرِ ، وَلاَ يُطِيقُ رَفْعَهَا إلاَّ عَشْرَةُ رِجَالٍ , فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ،

الصفحة 530