كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 11)

قَالَ : كَانَ كُرْسِيُّ سُلَيْمَانَ يُوضَعُ عَلَى الرِّيحِ وَكَرَاسِيُّ مَنْ أَرَاْدَ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ , فَاحْتَاجَ إلَى الْمَاءِ فَلَمْ يَعْلَمُوا بِمَكَانِهِ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ عِنْدَ ذَلِكَ فَلَمْ يَجِدَ الْهُدْهُدَ فَتَوَعَّدَهُ , وَكَانَ عَذَابُهُ نَتْفَهُ وَتَشْمِيسَهُ ، قَالَ : فَلَمَّا جَاءَ اسْتَقْبَلَهُ الطَّيْرُ فَقَالُوا : قَدْ تَوَعَّدَك سُلَيْمَانُ ، فَقَالَ : الْهُدْهُدُ : اسْتَثْنَى ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، إلاَّ أَنْ تَجِيءَ بِعُذْرٍ ، وَكَانَ عُذْرُهُ أَنْ جَاءَ بِخَبَرِ صَاحِبَةِ سَبَأٍ ، قَالَ : فَكَتَبَ إلَيْهِمْ سُلَيْمَان : {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ}.
قَالَ : فَأَقْبَلَتْ بِلْقِيسُ ، فَلَمَّا كَانَتْ عَلَى قَدْرِ فَرْسَخٍ ، قَالَ سُلَيْمَانُ : {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ , قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ} قَالَ : فَقَالَ سُلَيْمَانُ : أُرِيدُ أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ ، {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ}.
قَالَ : فَأَخْبَرَنِي مَنْصُورٌ ، عَنْ مُجَاهِدٍ إِنَّهُ دَخَلَ فِي نَفَقٍ تَحْتَ الأَرْضِ فَجَاءَهُ بِهِ ، قَالَ سُلَيْمَانُ : غَيِّرُوهُ ، {فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ} ، قَالَ : فَجَعَلَتْ تَعْرِفُ وَتُنْكِرُ , وَعَجِبَتْ مِنْ

الصفحة 537