كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 11)

كَانَ يَوْمَ جَاءَتْهُ الأَنْصَارُ ، جَاءَتْهُ بَنُو سَلِمة ، قَالَ : أَفِيهِمْ جَابِرٌ ؟ قَالُوا : لاَ ، قَالَ : فَلْيَرْجِعُوا فَإِنِّي لَسْتُ مُبَايِعَهُمْ حَتَّى يَحْضُرَ جَابِرٌ ، قَالَ : فَأَتَانِي ، فَقَالَ : نَاشَدْتُك اللَّهَ إلاَّ مَا انْطَلَقْت مَعَنا فَبَايَعْت فَحَقَنْت دَمَك وَدِمَاءَ قَوْمِكَ ، فَإِنَّك إنْ لَمْ تَفْعَلْ قُتِلَتْ مُقَاتِلَتُنَا وَسُبِيَتْ ذَرَارِيّنَا ، قَالَ : فَأَسْتَنْظَرْتهُمْ إلَى اللَّيْلِ ، فَلَمَّا أَمْسَيْت دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتهَا الْخَبَرَ فَقَالَتْ : يَا ابْنَ أَخِي ، انْطَلِقْ فَبَايِعْ وَاحْقِنْ دَمَك وَدِمَاءَ قَوْمِكَ ، فَإِنِّي قَدْ أَمَرْت ابْنَ أَخِي يَذْهَبُ فَيُبَايِعُ.
31204- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ ، قَالَ : كَتَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ إلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ حِينَ بُويِعَ : سَلاَمٌ عَلَيْك فَإِنِّي أَحْمَدُ إلَيْك اللَّهَ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ ، أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ لأَهْلِ طَاعَةِ اللهِ وَلأَهْلِ الْخَيْرِ عَلاَمَةٌ يُعْرَفُونَ بِهَا وَتُعْرَفُ فِيهِمْ : مِنَ الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْعَمَلِ بِطَاعَةِ اللهِ ، وَاعْلَمْ أَنَمَّا مَثَلُ الإِمَامِ مَثَلُ السُّوقِ : يَأْتِيه مَا كَانَ فِيهِ ، فَإِنْ كَانَ بَرًّا جَاءَهُ أَهْلُ الْبِرِّ بِبِرِّهِمْ ، وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا جَاءَهُ أَهْلُ الْفُجُورِ بِفُجُورِهِمْ.

الصفحة 96