كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 11)

على أنه - صلى الله عليه وسلم - علم (¬1) أنها أكثر من خمس ذود (¬2) فليس فيما (¬3) دونها صدقة، وإنما سأل عن الإبل دون غيرها؛ لأنها كانت أعز أموال العرب وأنفسها، ومما (¬4) يشق خروجهم عنها لتعلق قلوبهم بها (قال: نعم) أؤدي صدقتها (قال: فاعمل) أي: في باديتك بطاعة الله (¬5) (من وراء البحار) قال النووي: المراد بالبحار هنا القرى (¬6). رواية أبي الهيثم في البخاري ["من وراء التجار"] (¬7) بالفوقانية والجيم (¬8). أي: اعمل وأجر عملك في باديتك دون أجر التجار الذين فازوا بالهجرة، وإن الله لن يترك من أجرك شيئًا.
والعرب تسمي القرى بحارًا، والقرية البحيرة، ومنه قول سعد: لقد كان اصطلح أهل هذِه البحيرة أن يعصبوه قبل قدومك (¬9) إليها. يعني: عبد الله بن أبي ابن (¬10) سلول.
ويحتمل أن يكون أراد بالبحار بحار الأرض المالحة وهي كثيرة،
¬__________
(¬1) في (ر): على، والمثبت من (ل).
(¬2) في (ر): دون، والمثبت من (ل).
(¬3) في (ر): منها، والمثبت من (ل).
(¬4) في (ر): وإنما، والمثبت من (ل).
(¬5) ساقطة من (ر).
(¬6) "شرح النووي على مسلم" (13/ 9).
(¬7) زيادة من (ل).
(¬8) قال ابن حجر في "فتح الباري" 10/ 554: وقع في رواية الكشميهني بمثناة ثم جيم، وهو تصحيف.
(¬9) في (ر): مقدمك، والمثبت من (ل).
(¬10) ساقطة من (ر).

الصفحة 13