مفسدة، فلا بأس، وهذِه الرؤيا رؤيا منام، ورؤيا الأنبياء حق (ممن يركب) على (ظهر هذا البحر) ووسطه (كالملوك على الأسرة) قيل: هو صفة لهم في الجَنَّة، قال النووي (¬1): والأصح أنه صفة لهم في الدنيا. أي: يركبون مراكب الملوك (¬2) لسعة حالهم، واستقامة أمرهم، وكثرة عددهم وعُدَدهم.
وفيه دليل على أن راكب البحر يستكثر من آلة الحرب، ويستعمل ما (¬3) فيه إرهاب للعدو، ويلبس الديباج الذي لا يقوم غيره مقامه، وله تحلية آلة الحرب بفضة كسيف.
وفيه: دليل على أن أمير القوم الراكب في البحر يجلس على سرير مرتفع، وكذا الملوك [في] (¬4) البر في حال الأمن الجلوس على السرير ليتميز به على غيره، وعلى هذا للمدرس أن يتميز على المشتغلين عليه بالجلوس على سجادة ونحوها.
(قلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم) فيه: دليل على استحباب طلب الدعاء من أهل الفضل، وليعين ما يدعى به له. (قال: إنك منهم) فيه معجزة ظاهرة في إخباره بأن أم حرام تعيش إلى زمن ذلك الغزو، وأنها تكون معهم، وقد وجد بحمد الله كما سيأتي (ثم نام) أي: مرّة ثانية، وفيه دليل على أن من استيقظ من نومة القيلولة
¬__________
(¬1) "شرح النووي على مسلم" 13/ 58.
(¬2) بياض في (ر)، والمثبت من (ل).
(¬3) في (ر): لما، والمثبت من (ل).
(¬4) زيادة يقتضيها السياق.