كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 11)

انكسرت. والدق: الكسر (فماتت) أي: شهيدة. لما روى مسلم (¬1) من رواية أبي هريرة: "من مات في سبيل الله". وهو موافق لقول الله تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} (¬2).
[2491] (حدثنا [القعنبي] (¬3)، عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك أنه سمعه يقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ذهب إلى) مسجد (قباء) وكان يذهب إليه في كل سبت راكبًا أو ماشيًا فيصلي فيه ركعتين (يدخل على أم حرام بنت ملحان -وكانت تحت عبادة بن الصامت- فدخل عليها يومًا) هذا معارض للرواية المتقدمة (فتزوجها عبادة بعد) فظاهر الرواية الأولى أنه إنما تزوجها بعد ذلك، وظاهر هذِه الرواية أنها كانت زوجة لعبادة حال دخول النبي -صلى الله عليه وسلم- إليها. ويجمع بينهما بأن قوله في الرواية الأولى (فتزوجها) على أنه ماضٍ بمعنى المستقبل كقوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} (¬4)، ويدل عليه ما جاء في رواية الصحيح: فتزوجها بعد ذلك (¬5). فهو أصرح من الأولى (فأطعمته) فيه جواز أكل الضيف عند المرأة المزوجة مما قدمته إليه إذا
¬__________
(¬1) "صحيح مسلم" (1915).
(¬2) النساء: 100.
(¬3) في (ر): شعبة، والمثبت من المطبوع وهو الصواب؛ فإن أبا داود لم يرو في "سننه" لشعبة عن مالك.
(¬4) الأعراف: 44.
(¬5) "صحيح مسلم" (1912).

الصفحة 49