وتكون الألف واللام للجنس، أي: لا يجتمعان في نار (¬1) أبدًا، ويحتمل أن يراد بهذِه النار النار المخصوصة بالكفار؛ فإن النار طبقات وأدراك، فأعلاها: للموحدين (¬2)، والثاني: للنصارى، والثالث: لليهود، والرابع: للصابئين، والخامس: للمجوس، والسادس: للمشركين، والسابع: للمنافقين.
قال القاضي (¬3): ويحتمل أن يكون عقاب القاتل إن عوقب بغير النار كالحبس في الأعراف عن دخول الجنة. وفي رواية لمسلم (¬4): قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: "مؤمن (¬5) قتل كافرًا ثم سدد". أي: استقام على الطريقة المثلى، ولم يخلط. أي: لأن القتل كفر عنه ما مضى قبله، ولم يقع بعده ما يعذب عليه.
¬__________
(¬1) في الأصلين: النار. والمثبت أليق بالسياق.
(¬2) يعني: للعصاة من أهل التوحيد الذين غلبت سيئاتهم على حسناتهم فيدخلون النار ثم يخرجون منها بعد استيفاء جزائهم رحمة من الله عزَّ وجلَّ بهم وتفضلا.
(¬3) "إكمال المعلم" 6/ 313.
(¬4) "صحيح مسلم" (1891).
(¬5) في الأصلين: مؤمنًا. والمثبت من الصحيح.