كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 11)

(فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اجلس يا أبان) يدل على أنه حين سأله كان قائمًا، فيؤخذ منه أن الأدب في مخاطبة الأكابر وأهل العلم القيام. (ولم يقسم لهم) أي: لأبان وأصحابه (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) فيه دليل لمذهب الشافعي ومن تابعه أن من لحقهم في دار الحرب بعد انقضاء القتال لم يشاركهم في الاستحقاق.
قال الشافعي رحمه الله: ووجه عدم الاستحقاق أن الله تعالى جعل الغنيمة لمن غنمها، ومن لم يحضرها لم يغنم فلا يستحق (¬1).
وهذا الحديث وإن دل على المدعي، لكن قد وقع فيه اختلاف، فلهذا لم يستدل به الشافعي -رضي الله عنه - (¬2) واستدل بالآية.
[2724] (حدثنا حامد بن يحيى البلخي قال: حدثنا سفيان) بن عيينة (قال: حدثنا) محمد بن شهاب (الزهري وسأله إسماعيل بن أمية) بن عمرو ابن سعيد الأموي وكان ثقة، له نحو ستين (¬3) حديثًا.
(فحدثناه الزهري، أنه سمع عنبسة بن سعيد القرشي) الأموي -رضي الله عنه - (يحدث عن أبي هريرة قال: قدمت المدينة ورسول الله) الواو للحال، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقيم (بخيبر [حين افتتحها]) (¬4) جملة اسمية في موضع النصب على الحال.
وقد اختلف الناس في شهود أبي هريرة -رضي الله عنه - فتح خيبر، منهم من قال:
¬__________
(¬1) "الأم" 5/ 323 - 325، 9/ 204.
(¬2) زيادة من (ر).
(¬3) في (ر): مائتين، والمثبت من (ل)، و"الكاشف" للذهبي 1/ 120.
(¬4) من المطبوع.

الصفحة 637