كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 11)

وقال الخطيب: الصحيح أن أبان هو القائل: لا تسهم له، وأن أبا هريرة -رضي الله عنه - هو سائل الغنيمة (¬1).
وقال الشيخ زكي الدين إن أبا هريرة هو القائل: لا تقسم له.
قال الكرماني: والتوفيق بينهما أن يكون أبو هريرة سأل تارة فقال أبان: لا تعطه، وتارة كان بالعكس أي كان أبان هو السائل، وقال أبو هريرة: لا تقسم له. وعلى هذا فلا امتناع ولا اختلاف بين الحديثين (¬2).
(قال) أبو هريرة -رضي الله عنه -: (فقلت: هذا قاتل) النعمان (بن قَوقَل) بفتح القافين، وبهذا يعرف، وإنما هو النعمان بن مالك بن ثعلبة، وثعلبة يسمى قوقل الأنصاري، شهد بدرًا، قتله أبان بن سعيد يوم أحد شهيدًا.
وقال الواقدي: قاتل ابن قوقل هو صفوان بن أمية (¬3)، وفيه (فقال سعيد بن العاص) (¬4) والد أبان: (يا عجبا) يا للنداء، والمنادى محذوف تقديره: يا نفسي، وعجبا بلا تنوين اسم فعل بمعنى أعجبني، فأبدلت الكسرة فتحة والياء ألفًا كما فعل في يا أسفا، ويا حسرتا (لوَبْرٍ) لوبر بإسكان الباء دويبة تشبه السنور، والجمع وبار بكسر الواو، وروي بفتح الباء من وبر الإبل تحقيرًا له، فعلى الأول شبهه في قدومه بتدلي الوبر من موضعه، وعلى الثاني شبهه بما يعلق
¬__________
(¬1) في (ر): القسمة، والمثبت من (ل)، وانظر "الأسماء المبهمة" 1/ 18.
(¬2) "شرح البخاري" للكرماني 16/ 110.
(¬3) ساقطة من (ل).
(¬4) "مغازي الواقدي" 1/ 258.

الصفحة 640