كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 11)

قال ابن بطال: معناه: أنه شبه أبا هريرة بالوبر الذي لا خطب له ولا مقدار؛ لأنه لم يكن لأبي هريرة عشيرة ولا قوم يمتنع بهم، ولا يغني في قتال ولا لقاء عدو، وذكر الطبري: أن أبا هريرة وأبانًا قدما على النبي - صلى الله عليه وسلم - بخيبر (¬1).
وإنما سكت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإنكار على ابن سعيد لأنه لم يرم أبا هريرة بحد ولا تَنَقَّصه في دين، إنما نقصه في قلة العشيرة والعدد.
(يُعيِّرني) بتشديد الياء أي: يعيب علي، ويوبخني.
قال الجوهري: العار السبة والعيب، يقال: عاره إذا عابه، والمعاير: المعايب (¬2).
(بقتل امرئ مسلم أكرمه الله تعالى على يديّ) بتشديد الياء آخره على النسبة بأن قتلته بيدي، فمات شهيدًا في سبيل الله وحصل له الإكرام من الله تعالى (ولم يُهِنّي) أصله: يهنني، فأدغم. أي: لم يقدر الله موتي (على يديه) بقتله إياي كافرًا سبيل الإهانة والخزي في الدارين؛ لأن أبان لما قتل النعمان يوم أحد لم يكن أبان أسلم.
وبوب البخاري على هذا الحديث وعلى حديث: "يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة". باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيسدد بعد (¬3) ويقتل (¬4).
¬__________
(¬1) انظر: "فتح الباري" لابن حجر 6/ 41.
(¬2) "الصحاح في اللغة" 2/ 328.
(¬3) في (ر)، (ل): أو.
(¬4) "صحيح البخاري" 4/ 23.

الصفحة 642