كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 11)

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هم يهود بني قينقاع، وكان ذلك بعد (¬1) بدر، كذا ذكره الشافعي في "سير الواقدي" من "الأم" (¬2). قال: إن ذلك كان بعد بدر بسنتين في غزوة حنين (¬3). قال: وكانوا أشداء وكانت حنين كما قال في سنة ثمان، وعضده بأن صفوان شهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حنينًا بعد الفتح، وصفوان مشرك، وفي هذِه الغزوة استعار النبي - صلى الله عليه وسلم - من صفوان سبعين درعًا.
وإذا كان كذلك فهو متأخر عن الحديث الأول، والمتأخر رافع لحكم الأول.
وبعضهم أعرض عن ذلك لاقتضائه النسخ، ولا حاجة إليه؛ لإمكان الجمع بينهما كما سيأتي، فالاستعانة ليست متجهة إذا جوزناها، فيفعل في بعض الغزوات، ويترك في بعض.
وقدر الإمام في قوله: لن (¬4) أستعين بمشرك الآن. يعني في هذِه الغزوة. واستدل الماوردي (¬5) لذلك من جهة القياس بأنهم خول (¬6) كالعبيد فجازت الاستعانة بهم والاستخدام، ولأنهم إن قتلوا فعلى شرك وإن قتلوا المشرك فلم يكن (¬7) للمنع وجه، قال: ولم نتخذهم
¬__________
(¬1) في (ر): يوم، والمثبت من (ل).
(¬2) "الأم" 4/ 261.
(¬3) كذا بالنسخ، وفي "الأم" خيبر. وهو المناسب للسياق.
(¬4) زيادة من (ل).
(¬5) "الحاوي" 14/ 131.
(¬6) سقط من (ر).
(¬7) زيادة من (ر).

الصفحة 661