كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 11)

الأنفال.
فيه دليل على ما ذهب إليه الجمهور من أن المراد بالأنفال المسئول عنها الغنائم التي حصلت يوم بدر وحصل فيها التنازع.
وهذا الحديث صحيح رواه النسائي (¬1) وابن جرير (¬2) وابن مردويه (¬3)، وابن حبان في "صحيحه" (¬4) والحاكم في "المستدرك" (¬5). ولما نزلت الآية رضي المسلمون وسلموا، وأصلح الله ذات بينهم.
وضمير الفاعل في {يَسْأَلُونَكَ} ليس عائدًا (¬6) على مذكور قبله، إنما يفسره وقعة بدر فهو عائد على من حضرها من الصحابة، وكان السائل معلوم معين ذلك اليوم، فعاد الضمير عليه والخطاب للرسول - صلى الله عليه وسلم -، والسؤال قد يكون لاقتضاء معنى في نفس المسئول عنه فيتعدى إذ ذاك بلفظة (عن) كما قال الشاعر:
سَلِي إِنْ جَهِلْتِ النَّاسَ عَنَّا وَعَنْهُمُ ... فَليْسَ يسَوَاءً عَالِمُ (¬7) وَجَهُولُ (¬8)
¬__________
(¬1) في "الكبرى" (11133).
(¬2) "تفسير الطبري" (15651).
(¬3) كما في "الدر المنثور" 4/ 6.
(¬4) "صحيح ابن حبان" (5093).
(¬5) "المستدرك" 2/ 131 - 132.
(¬6) في الأصلين: عائد. والجادة ما أثبتناه.
(¬7) زيادة من (ل).
(¬8) ذكره ابن عاشور في "التحرير والتنوير" 5/ 39 وعزاه للسموأل أو الحارثي.

الصفحة 676