كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 11)

وقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ} (¬1)، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ} (¬2) وكذلك هنا: يسألونك عن حكم الأنفال، ولمن تكون، وكذلك جاء الجواب: {قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} (¬3) وقد يكون السؤال لاقتضاء مال ونحوه، فيتعدى إذ ذاك إلى مفعولين تقول: سألت زيدًا مالًا (¬4) وقد جعل بعض المفسرين السؤال هنا بهذا المعنى وادعى زيادة لفظة عن، وأن التقدير: يسألونك الأنفال، [وهذا التقدير] (¬5) لا ضرورة تدعو إليه، وينبغي أن تحمل قراءة من قرأ بإسقاط عن علي إرادتها؛ لأن حذف الحرف وهو مراد معنى أسهل من زيادته لغير معنى التأكيد، وهي قراءة سعد بن أبي وقاص، وابن مسعود، وعلي بن الحسين، وولديه جعفر ومحمد الباقر، وولده جعفر الصادق، وعكرمة راوي الحديث، وعطاء، والضحاك (¬6). وقيل: عن بمعنى من، أي: يسألونك من الأنفال. أو لا ضرورة إلى تضمين الحرف معنى الحرف (¬7).
({قُلِ الْأَنْفَالُ}) ليس الحكم فيها لأحد من المهاجرين ولا من الأنصار ولا فوض إلى أحد، وكل ذلك مفوض ({لِلَّهِ}) على ما يريده ({وَالرَّسُولِ}) حيث هو مبلغ عن الله الأحكام (إلى قوله تعالى)
¬__________
(¬1) الأعراف: 187، النازعات: 42.
(¬2) البقرة: 217.
(¬3) الأنفال: 1.
(¬4) في (ر): قتالًا. والمثبت من (ل).
(¬5) سقط من (ر).
(¬6) انظر: "المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات" 1/ 272.
(¬7) انظر: "تفسير الطبري" 13/ 377 - 378، و"المحرر الوجيز" لابن عطية 2/ 568، و"الدر المصون في علم الكتاب المكنون" 1/ 2065.

الصفحة 677