كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 11)

دارت الرحى (¬1) في أمتي كان أهلها في راحة وعافية" (¬2). وعن عطاء الخراساني قال: بلغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "رحم (¬3) الله أهل المقبرة". ثلاث مرات، فسئل عن ذلك فقال: "مقبرة تكون بعسقلان". فكان عطاء يرابط بها كل عام أربعين يومًا حتى مات (¬4).
(فإنه ينمو) قال الزمخشري (¬5): نميت الحديث ونميته مخففًا ومشددًا؛ فالمخفف في الإصلاح، والمشدد في الإفساد. أي: يضاعف (له) أجر (عمله يوم القيامة) لأنه لا معنى للنماء إلا المضاعفة للأجر، وهي غير موقوفة على سبب، فينقطع بانقطاعه كما في حديث: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، انفرد به مسلم في "صحيحه" (¬6)؛ فإن الصدقة الجارية والعلم الذي ينتفع به والولد الصالح الذي يدعو لوالديه (¬7) ينقطع ذلك بنفاد الصدقات وذهاب العلم وموت الولد بخلاف الرباط؛ فانه فضله دائم من الله تعالى إلى يوم القيامة.
¬__________
(¬1) في (ر): الراحة، والمثبت من (ل).
(¬2) "المعجم الأوسط" (6679)، قال الهيثمى في "مجمع الزوائد" 10/ 62: وفيه يحيى بن سليمان المدنى، وهو ضعيف.
(¬3) بعدها في (ل): أهل.
(¬4) رواه سعيد بن منصور في "السنن" 2/ 194 (2415). وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (3107).
(¬5) "الفائق في غريب الحديث" 4/ 27.
(¬6) "صحيح مسلم" (1631)، وسيأتي برقم (2880) من حديث أبي هريرة.
(¬7) في (ر): الديه.

الصفحة 68