كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 11)

رواية الإمام أحمد (¬1): إذا رجل يدعوني من ورائي (فقال: أجب) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فظننت أنه نزل في) أي: في أمري (شيء بكلامي) نسخة: من كلامي. يعني الذي ذكره من قبل (فجئت) إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - (فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنك سألتني هذا السيف) آنفًا (وليس هو) حين سألتني (لي ولا لك، وإن الله قد جعله لي) رواية أحمد: وإن الله قد وهبه لي (فهو لك) زاد الطبري: "فاذهب فخذ سيفك".
فيه دليل على أن قول المالك: جعلته لك. أو: هو لك فخذه. تحصل به الهبة ويكون هذا من صرائح الإيجاب. (ثم قرأ {يَسْأَلُونَكَ}) فكبر الناس عند سماعها ({قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ}) لاشك في ذلك ({وَالرَّسُولِ}) يضعها حيث يشاء من غير مشاركة فيها ولا مشاجرة فيما يراه. (إلى آخر الآية) مؤمنين.
(قال أبو داود: هي قراءة عبد الله) بن مسعود (يسألونك عن النَّفَل) بفتح الفاء، هذا نقل بالآحاد ولم أره في الشواذ فلا يعد قرآنًا، والثابت في المصاحف التي بعث بها عثمان إلى الأمصار وتواترت {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ}، وفي الشواذ: (يسألونك الأنفال) (¬2) بإسقاط عن.
* * *
¬__________
(¬1) "مسند أحمد" 1/ 178.
(¬2) سبق تخريجها قريبًا.

الصفحة 683