كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 11)

بخطه خف؛ لأن معناه جعل النفل.
قال في "المحكم": نَفَّلَهُ نَفْلاً، وَأَنْفَلَهُ إِيَّاهُ، أَوْ نَفَلَهُ بالتخفيفِ (¬1) (رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعيرًا بعيرًا) قال السبكي: يجوز أن يكون من يجعل له النفل واحدًا أو جماعة، واستدل بهذا الحديث.
(ورواه بُرْد) بضم الباء الموحدة وإسكان الراء (بن سنان) أبو العلاء الدمشقي وثقه جماعة (¬2) توفي سنة 135.
(عن نافع مثل حديث عبيد الله) بالتصغير (ورواه أيوب) بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص (عن نافع مثله) وكذا رواه الشافعي فإنه قال: حدثنا سفيان، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثنا في سرية إلى نجد فأصاب سهم كل واحد منها اثني عشر بعيرًا ونفلنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعيرًا (¬3).
قال أبو داود: (إلا أنه قال: ونفلنا بعيرًا بعيرًا لم يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -) ورواية الشافعي المتقدمة عن أيوب وفيها ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فإن قيل: الرواية المتقدمة: ونفلنا أميرنا. وهو مصرح بأن الأمير هو الذي نفلهم، وهذِه الرواية: ونفلنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. يدل على أنه هو المنفل؟
فالجواب: أن يجمع بينهما بأن الأمير لما نفل بإذن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان
¬__________
(¬1) "المحكم والمحيط الأعظم" 10/ 380 وفيه: وَنَفَلَهُ بالتخفيف.
(¬2) انظر: "الكاشف" 1/ 150.
(¬3) رواه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 9/ 229 من طريق المزني عن الشافعي به، وهو في "مسند أحمد" 2/ 10 عن سفيان عن أيوب عن نافع به أيضًا، ورواه الحميدي أيضًا في "مسنده" (711) عن سفيان به كذلك.

الصفحة 692