كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 11)

قال علاء الدين ابن مغلطاي في "سيرته": عدتهم ثلاثمئة وخمس، وثمانية لم يحضروها إنما ضرب لهم بسهم وأخرهم فكانوا كمن حضروها (¬1).
(فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اللهم إنهم حفاة) قال الجوهري: الحافي الذي يمشي بلا خف ولا نعل. قال: فأما الذي حفي من كثرة المشي فإنه من حَفٍ بيِّن الحفى مقصور (¬2). ولعل هذا الثاني هو المراد هنا (¬3)، ويدل عليه قوله: (فاحملهم) أي: على دابة فإنهم قد عيوا من كثرة المشي.
وفيه دليل على استحباب الدعاء من الأمير وأهل الصلاح للغزاة والحجاج والمسافرين سفر طاعة.
(اللهم إنهم عراة فاكسهم) بضم السين وكسرها (اللهم إنهم جياع فأشبعهم) بقطع الهمزة (ففتح الله له) يوم الجمعة (يوم بدر) صبيحة سبعة عشر من شهر رمضان.
(فانقلبوا) أي: رجعوا من بدر (حين انقلبوا) حين رجعوا مصحوبين بنعمة الله تعالى ورِبْح، وفرّق (¬4) بعضهم بين الانقلاب والرجوع؛ فإن الانقلاب صيرورة الشيء إلى خلاف ما كان عليه من ربح أو غيره، والرجوع صيرورته إلى ما كان عليه، ويوضح هذا أنك تقول: انقلبت الخمر خلًّا. ولا تقول: رجعت الخمر خلًّا.
(وما منهم رجل) هذِه الجملة المنفية اسمية في موضع نصب على
¬__________
(¬1) انظر: "المغازي" للواقدي 1/ 152.
(¬2) "الصحاح في اللغة" 6/ 166.
(¬3) زيادة من (ل).
(¬4) زيادة من (ل).

الصفحة 696