كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 11)

(فإذا هو) يعني: الفارس (قد جاء) مسرعًا (حتى وقف على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) أي: وقف بفرسه على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وفيه: دليل على أن من أرسله الأمير إلى جهة وقدم منها أن يبدأ في قدومه بالاجتماع بالأمير قبل (¬1) غيره، وظاهر اللفظ أنه استمر راكبًا حتى وقف على النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم ينزل عن الدابة قبل أن يصل إليه كما هو الأدب، ولعله استمر راكبًا حرصًا على سرعة وصوله إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- إن الفرس أسرع مشيًا من مشيه.
(فسلم) على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيه: تسليم القادم من السفر على المقيم، ويسلم الراكب على الماشي [والواقف والجالس، وتسليم الصغير على الكبير، كما في الصحيحين (¬2): "ويسلم الراكب على الماشي] (¬3) والماشي على القاعد"، وفي البخاري: "يسلم الصغير على الكبير" (¬4).
(فقال) يا رسول الله (إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب (¬5) حيث أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) فبت أرقبه هذِه الليلة حتى أصبحت (فلما أصبحت اطَّلعت) بتشديد الطاء من قوله: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55)} (¬6)، وفي نسخة: طَلَعَت. بفتح اللام كما تقدم (الشعبين) أي: علَوْتهما. يعني: الشعبين الذين في وجه العدو [(كليهما) بإسكان
¬__________
(¬1) ساقطة من (ل).
(¬2) "صحيح البخاري" (6231)، "صحيح مسلم" (2160) من حديث أبي هريرة.
(¬3) ما بين المعقوفين ساقط من (ر).
(¬4) "صحيح البخاري" (6234) من حديث أبي هريرة.
(¬5) ورد بعدها في (ل): وفي نسخة: هذِه الشعب. فكلا التذكير والتأنيث جائز؛ لأن الشعب مجازي التأنيث، دون الشعب الآخر.
(¬6) الصافات: 55.

الصفحة 81