كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (اسم الجزء: 11)
ذهابه إلى الكرك وهو بسجن القلعة فأسرّها في نفسه على ما سنذكره فى محلّه فى سلطنة الملك الظاهر الثانية إن شاء الله تعالى.
ثمّ ورد الخبر على السلطان الظاهر بأن العسكر المجرّد من الديار المصرية عاد إلى حلب وكان توجّه نحو ديار بكر صحبة نوّاب البلاد الشامية وعاد وكان الأمير ألطنبغا الجوبانىّ نائب الشام مقدّم العساكر وخرج بثقل عظيم وزدخاناه هائلة، جدّدها بدمشق حتى إنه رسم لفضلاء دمشق أن ينظموا له ما ينقش على أسنّة الرّماح، فنظم له القاضى فتح الدين محمد بن الشهيد كاتب سرّ دمشق:
[البسيط]
إذا الغبار علا في الجوّ عثيره ... وأظلم الجوّ ما للشمس أنوار
هذا سنانى نجم يستضاء به ... كأنّنى علم في رأسه نار
والسيف إن نام ملء الجفن في غلف ... فإننى بارز للحرب خطّار
إنّ الرماح لأغصان وليس لها ... سوى النجوم على العيدان أزهار
ونظم القاضى صدر الدين علىّ بن الآدمىّ الدمشقىّ الحنفى في المعنى فقال:
[الكامل]
النصر مقرون بضرب أسنة ... لمعانها كو ميض برق يشرق
سبكت لتسبك كلّ خصم مارد ... وتطرّقت لمعاند يتطرّق
زرق «1» تفوق البيض في الهيجاء إذ ... يحمرّ من دمه العدوّ الأزرق
ينسجن يوم الحرب كلّ كتيبة ... تحت الغبار فنصرهنّ محقّق
الصفحة 249
391