كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (اسم الجزء: 11)

ونظم الشيخ شمس الدين محمد المزيّن الدّمشقىّ في المعنى وأجاد إلى الغاية:
[الكامل]
أنا أسمر والراية البيضاء لى ... لا للسيوف وسل من الشّجعان
لم يحل لى عيش العداة لأننى ... نوديت يوم الجمع بالمرّان
وإذا تغاتمت «1» الكماة بجحفل ... كلّمتهم فيه بكلّ لسان
فتخالهم غنما تساق إلى الرّدى ... قهرا لمعظم سطوة الجوبانى
ثمّ في شوّال خرج السلطان من القاهرة إلى سرياقوس «2» على العادة في كل سنة، واستدعى به بالأمير يلبغا الناصرىّ من ثغر دمياط «3» ، فوصل إلى سرياقوس فى ثالث عشر «4» شوّال وقبّل الأرض بين يدى السلطان، فأكرمه السلطان وأنعم عليه بمائة فرس ومائة جمل وسلاح كثير [ومال «5» ] وثياب وأشياء غير ذلك، قيمة ذلك كله خمسمائة ألف درهم فضة، وأهدى إليه سائر الأمراء على العادة، كل واحد على قدر حاله.
ثم عاد السلطان من سرياقوس في أوّل ذى القعدة، وخلع على الأمير يلبغا الناصرىّ المذكور في خامس ذى القعدة من سنة تسع وثمانين المذكورة باستقراره فى نيابة حلب على عادته، عوضا عن سودون المظفرىّ بحكم استقرار سودون المظفرىّ أتابك حلب وأمره بالتجهيز، وهذه ولاية الناصرىّ الثالثة على حلب،

الصفحة 250