كتاب الدر الفريد وبيت القصيد (اسم الجزء: 11)

16605 - لَا أَقُولُ اللَّهُ يَظلِمُنِي ... كَيفَ أَشكُو غَيرَ مُتَّهَمِ
بَعْدَهُ:
وَإِذَا مَا الدَّهرُ ضَعْضعَنِي ... لَمْ يَجِدْنِي كَافِرَ النِّعَمِ
قَنَعْتُ نَفْسِي بما رُزِقَتْ ... وَتَمَطَّتْ فِي العُلَى هِمَمِي
وَلَبسْتُ الصَّبْرَ سَابِغَةً ... فَهِيَ مِن قَرْنِي إِلَى قَدَمِي
لَيسَ لِي مَالٌ سِوَى كَرَمِي ... وِبِهِ أَمْنِي مِنَ العَدَمِ

بَعْدَهُ: ابْنُ شَمس الخِلَافَةِ:
16606 - لَا أَكفُرُ النِّعمَةَ ما عِشتُ وَلَـ ... ـــو عَطَّلَ منهَا عُنقي مَن قَلَّدَا

محَّمدُ بن حَازمٍ:
16607 - لَا أَلبَسُ النّعمَاءَ مِن رَجُلٍ ... البَستُهُ عَارًا عَلَى الدَهرِ
قَالَ أَبُوْ العَبَّاسِ عَبْدَ اللَّهِ بنُ المُعْتَزّ بِاللَّهِ: أَرْبَعَةٌ مِنَ الشُّعَرَاءِ سَارَتْ أَسْمَاؤُهُمْ وَأَشْعَارهُمْ بِخِلَافِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ. فَأَبُو العتَاهِيَةِ شعره بالزُّهد وكان على الإلحاد، وأبو نُواس سَارَ اسمُهُ بِاللّوَاطِ وَكَانَ أَزْنَى مِنْ قِرْدٍ. وَأَبُوْ حَكيمَةَ الكَاتِبُ سَارَ شِعْرهُ بِالعُنَّةِ وَكَانَ أَهَبَّ مِنْ تَيْسٍ. ومحمد بن حَازِمٍ سَارَ شِعْرهُ بِالقَنَاعَةِ وَكَانَ أُحْرَصُ مِنْ كَلْبٍ. قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ وَقَدْ رُوِيَ لابنِ حَازِمٍ حِكَايَةٌ إِنْ صَحَّتْ فهي تُخَالِفُ قَوْلُ ابن المُعْتَزِّ وَتُوَافِقُ شِعْرَهُ وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا سَارَ شِعْرُ مُحَمَّد بن حَازِمٍ بِهَجْوِ سَعِيْدِ بن حُمَيْدٍ وَكَانَ فِي مَحَلَّتِهِ نَازِلًا وَلَهُ مُجَاوِرًا سَاءَتْ حَالُ ابنِ حَازِمٍ فَتَحَرَّكَ عَنْ جوَارِهِ فَبَلَغَ ابن حَمِيْدٍ ذَلِكَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِعَشْرَةِ آلَافِ دِرْهَم وتخوتِ ثِيَابٍ وَفَرَسًا بِآلَاتِهِ وَمَمْلُوْكًا وَجَارِيَةً وَكَتَبَ إِلَيْهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ ذُو الأَدَب يحْمِلُهُ ظرْفهُ عَلَى نعْتِ الشَّيْءِ بِغَيْرِ
¬__________
16605 - البيت الأول والخامس في عيون الأخبار: 1/ 357 من غير نسبة والأبيات كلها في أشعار أولاد الخلفاء: 1/ 234 منسوبة إلى أبي العبر.
16607 - الأبيات في ديوان محمد بن حازم الباهلي: 61.

الصفحة 113