كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (اسم الجزء: 11)
فقال صلى الله عليه وسلم: «إذا أم أحدكم الناس فليخفف، فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف المريض (¬1)» فالواجب على الإمام أن ينظر في الأمر، وألا يشق على الناس، وقدوتنا الرسول، وأن يأخذوا القدوة من الرسول - عليه الصلاة والسلام - في أفعاله كلها؛ لقوله سبحانه وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (¬2). فالنبي عليه الصلاة والسلام يصلي صلاة وسطا ليس فيها إطالة تشق على الناس، فالواجب على الأئمة أن يتأسوا بالرسول صلى الله عليه وسلم، وأن يقتدوا به في الصلوات الخمس كلها؛ حتى لا ينفروا الناس، وحتى لا يشجعوهم على ترك الصلاة جماعة، فإذا صلى صلاة وسطا ليس فيها مشقة على الناس سمع الناس، وصلوا جماعة ورغبوا في الصلاة، وتواصوا بأدائها في المساجد؛ ولهذا قال عليه والسلام: «يا أيها الناس، إن منكم منفرين - يعني: منفرين في صلاة الجماعة - فمن أم الناس فليخفف (¬3)» ولهذا قال لمعاذ: «أفتان يا معاذ؟ (¬4)». فقال بعدها: «هلا قرأت " و: و:
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في كتاب الأذان، باب إذ صلى لنفسه فليطول ما شاء، برقم (703) ومسلم في كتاب الصلاة، باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام برقم (467) واللفظ له.
(¬2) سورة الأحزاب الآية 21
(¬3) أخرجه البخاري في كتاب الأذان باب من شكا إمامه إذا طول، برقم (704).
(¬4) صحيح البخاري كتاب الأذان (705)، صحيح مسلم الصلاة (465)، سنن النسائي الإمامة (835)، سنن أبو داود الصلاة (790)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (986)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 308)، سنن الدارمي الصلاة (1296).
(¬5) أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب القراءة في العشاء، برقم (465).
(¬6) سورة الأعلى الآية 1 (¬5) {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}
(¬7) سورة الليل الآية 1 (¬6) {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}