كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 11)

{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (١٣)}
٣٤٢٦٦ - قال مقاتل بن سليمان: {ولَقَدْ أهْلَكْنا القُرُونَ} بالعذاب في الدُّنيا {مِن قَبْلِكُمْ} يا أهل مكة {لَمّا ظَلَمُوا} يعني: حين أشركوا. يُخَوِّفُ كُفّارَ مكة بمثل عذاب الأُمَم الخالية؛ لكي لا يُكَذِّبوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، {وجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبَيِّناتِ} يقول: أخبرتهم رسلُهم بالعذاب أنّه نازل بهم في الدنيا، ثم قال: {وما كانُوا لِيُؤْمِنُوا} يقول: ما كان كفار مكة لِيُصَدِّقوا بنزول العذاب بهم في الدنيا، {كَذلِكَ} يعني: هكذا {نَجْزِي} بالعذاب {القَوْمَ المُجْرِمِينَ} يعني: مُشركي الأُمَم الخالية (¬١). (ز)


{ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (١٤)}
٣٤٢٦٧ - عن قتادة بن دعامة، في قوله: {ثُمَّ جَعَلْنَكُمْ خَلائِفَ في الأرضِ مِن بَعدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}، قال: ذُكِر لنا: أنّ عمر بن الخطاب قرَأ هذه الآية، فقال: صدَق ربُّنا، ما جعَلَنا خلائفَ في الأرضِ إلا لينظرَ إلى أعمالِنا؛ فأرُوا الله خيرَ أعمالِكم بالليلِ والنهارِ، والسِّرِّ والعلانيةِ (¬٢). (٧/ ٦٣٧)

٣٤٢٦٨ - قال مقاتل بن سليمان: {ثُمَّ جَعَلْناكُمْ} يا أُمَّة محمد {خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} (¬٣). (ز)

٣٤٢٦٩ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج، في قوله: {ثُمَّ جَعَلْنَكُمْ خَلائِفَ} لِأُمَّةِ محمد - صلى الله عليه وسلم - (¬٤). (٧/ ٦٣٧)

آثار متعلقة بالآية:
٣٤٢٧٠ - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: أنّ عوف بن مالك قال لأبي بكر: رأيتُ
---------------
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٢٣٠.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ١٢/ ١٣٤ - ١٣٥، وابن أبي حاتم ٦/ ١٩٣٤. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٢٣٠.
(¬٤) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.

الصفحة 31