كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 11)

يُوسُفُ وهَذَآ أخِي بَيْنِي وبَيْنَهُ قُرْبى قَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا) (¬١). (٨/ ٣٢١)

٣٨١٥٣ - عن الأعمش، قال: قرأ يحيى بن وثّاب: «إنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ» بهمزة واحدة (¬٢) [٣٤٤٨]. (٨/ ٣٢١)

تفسير الآية:

{قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ}
٣٨١٥٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك-: لَمّا قال هذا القولَ تَبَسَّم يوسفُ، فرأوا ثناياه كاللؤلؤ المنظوم، فشبهوه بيوسف، فقالوا استفهامًا: {أإنك لأنت يوسف}؟ (¬٣). (ز)

٣٨١٥٥ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء-: إنّ إخوة يوسف لم يعرفوه حتى وضع التاجَ عن رأسه، وكان له في قرنه علامةٌ، وكان ليعقوب مثلها، ولإسحاق مثلها، ولسارة مثلها، شبه الشامة، فعرفوه، فقالوا: أئنك لأنت يوسف؟ (¬٤). (ز)

٣٨١٥٦ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: لَمّا قال لهم ذلك -يعني: قوله: {هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون}؟ - كشف الغِطاء، فعرفوه، فقالوا: {أئنك لأنت يوسف} الآية (¬٥). (ز)
---------------
[٣٤٤٨] وجّه ابنُ جرير (١٣/ ٣٢٨) هذه القراءة، فقال: «وروي عن ابن محيصن أنه قرأ: «إنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ» على الخبر، لا على الاستفهام».
وبنحوه قال ابنُ عطية (٥/ ١٤٤).
ثم رجّح ابنُ جرير مستندًا إلى إجماع الحجة من القراء قراءة الاستفهام بقوله: «والصواب من القراءة في ذلك عندنا قراءةُ مَن قرأه بالاستفهام، لإجماع الحجة من القراء عليه».
وبنحوه قال ابنُ كثير (٨/ ٦٩) مستندًا إلى الدلالة العقلية، فقال: «لأنّ الاستفهام يدل على الاستعظام، أي: أنهم تعجبوا من ذلك أنهم يترددون إليه من سنتين وأكثر، وهم لا يعرفونه، وهو مع هذا يعرفهم ويكتم نفسه، فلهذا قالوا على سبيل الاستفهام: {أئنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي}».
_________
(¬١) عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
وهي قراءة شاذة. انظر: تفسير الماوردي ٣/ ٧٤.
(¬٢) عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
وهي قراءة متواترة، قرأ بها ابن كثير، وأبو جعفر، وقرأ بقية العشرة: {أإنَّكَ} بهمزتين على الاستفهام. انظر: الإتحاف ص ٣٣٥.
(¬٣) تفسير الثعلبي ٥/ ٢٥٣، وتفسير البغوي ٤/ ٢٧٣.
(¬٤) تفسير الثعلبي ٥/ ٢٥٣، وتفسير البغوي ٤/ ٢٧٤.
(¬٥) أخرجه ابن جرير ١٣/ ٣٢٨، وابن أبي حاتم ٧/ ٢١٩٤.

الصفحة 755