كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 11)

عليكم اليوم}، قال: لا تَعْيِير عليكم (¬١) [٣٤٥١]. (ز)


{يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٩٢)}
٣٨١٧٧ - قال مقاتل بن سليمان: {يغفر الله لكم} ما فعلتم، {وهو أرحم الراحمين} مِن غيره (¬٢). (ز)

٣٨١٧٨ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-: {يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين} حين اعترفوا بذنبهم (¬٣) [٣٤٥٢]. (ز)
آثار متعلقة بالآية:
٣٨١٧٩ - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه، قال: لَمّا افتتح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مكة التفت إلى الناس، فقال: «ماذا تقولون؟ وماذا تظنون؟». قالوا: ابن عم كريم. فقال: {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم} (¬٤). (٨/ ٣٢٢) (٨/ ٣٢٢)
---------------
[٣٤٥١] علّق ابنُ عطية (٥/ ١٤٦) على ما جاء في قول سفيان وغيره، فقال: «وقد عبَّر بعض الناس عن التثريب بالتعيير، ومنه قول النبي - عليه السلام -: «إذا زَنَت أمةُ أحدكم فليجلدها، ولا يُثَرِّب»، أي: لا يُعَيِّر».
[٣٤٥٢] ذكر ابنُ عطية (٥/ ١٤٦ - ١٤٧) عن بعض القراء أنّه وقف على قوله: {عليكم}، وابتدأ بقوله: {اليوم يغفر الله لكم}. وذكر أنّ أكثرهم وقف على قوله: {اليَوْمَ}، وابتدأ بقوله: {يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ} على جهة الدعاء.
ورجّح الثاني مستندًا إلى اللغة، والدلالة العقلية، فقال: «وهو الصحيح، و {اليَوْمَ} ظرف، فعلى هذا فالعامل فيه ما يتعلق به {عَلَيْكُمُ}، تقديره: لا تثريب ثابت أو مستقر عليكم اليوم. وهذا الوقف أرجحُ في المعنى؛ لأنّ الآخَر فيه حكم على مغفرة الله، اللهم إلا أن يكون ذلك بوحي». ثم بَيَّن أنّ قوله: {اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا} يُقَوِّي «أنّ هذا كله بوحي وإعلام من الله».
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ١٣/ ٣٣٠، وابن أبي حاتم ٧/ ٢١٩٥ من طريق ابن أبي عمر.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٣٤٩.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١٣/ ٣٣١، وابن أبي حاتم ٧/ ٢١٩٥ - ٢١٩٦ وفيه عن محمد بن إسماعيل، وهو خطأ.
(¬٤) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٥/ ٨٦ - ٨٧، وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ من طريق عمرو بن شعيب، وأخرجه ابن حبان ٧/ ٥٩٤ - ٥٩٥ (٥٩٦٤) من طريق آخر عن ابن عمرو مطولًا. وروي بألفاظ متفرقة ومختلفة طولًا وقصرًا بإسناد عمرو بن شعيب.
وإسناده حسن، وله شواهد ستأتي بعده.

الصفحة 759