كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 11)

والحسن [البصري]، فسلمنا عليه، ثم إنّ الحسن حمِد الله، وأثنى عليه، وذكر ما شاء الله أن يذكر، حتى أتى على ذِكْر يوسف، وما ارتكب منه إخوتُه، فعرَّفهم نفسه، ثم استقبلهم بالعفو عنهم: {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم}. فرضي الله به منه عملًا، وأثبته في كتابه؛ ليُؤْخَذ به مِن بعدِه، فقال الأمير: لو صار أن أُجَلِّلكُم (¬١) بِبُرْدي (¬٢) هذا ما أصابكم شيء أبدًا (¬٣). (ز)

٣٨١٨٤ - عن أبي عمران الجوني، قال: أما -واللهِ- ما سمعنا بعَفْوٍ قطُّ مثل عَفْوِ يوسف (¬٤). (٨/ ٣٢٣)

٣٨١٨٥ - عن عطاء الخراساني -من طريق رجاء بن أبي سلمة- قال: طلب الحوائج إلى الشباب أسهلُ منها عند الشيوخ، ألم تر إلى قول يوسف: {لا تثريب عليكم اليوم}. وقال يعقوب - عليه السلام -: {سوف أستغفر لكم ربى}؟ (¬٥). (٨/ ٣٢٣)


{اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا}
٣٨١٨٦ - عن أنس بن مالك، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في قوله: {اذهبوا بقميصي هذا}: «إنّ نُمرودَ لَمّا ألقى إبراهيم في النار نزل إليه جبريل بقميص من الجنة، وطِنفِسَةٍ (¬٦) مِن الجنة، فألبسه القميصَ، وأقعده على الطِّنْفِسَة، وقعد معه يتحدث، فأوحى الله إلى النار: {كونى بردًا وسلامًا} [الأنبياء: ٦٩]. ولولا أنه قال: {وسلامًا} لآذاه البرد، ولقتله البرد» (¬٧). (٨/ ٣٢٣)

٣٨١٨٧ - عن عبد الله بن عباس، قال: قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا خيرَ البشر. فقال: «ذاك يوسف صِدِّيق الله، ابن يعقوب إسرائيل الله، ابن إسحاق ذبيح الله، ابن إبراهيم
---------------
(¬١) أي: أغطيكم. لسان العرب (جلل).
(¬٢) البُرْد: نوع من الثياب معروف. النهاية (برد).
(¬٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٧/ ٢١٩٥.
(¬٤) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(¬٥) أخرجه ابن أبي حاتم ٧/ ٢١٩٥، وابن أبي الدنيا في كتاب اصطناع المعروف -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٨/ ٥١٧ (١١) - من طريق رجاء بن أبي سلمة. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(¬٦) الطِّنْفِسَة: البساط الذي له خمل رقيق. النهاية (طنفس).
(¬٧) أخرجه الواحدي في الوسيط ٣/ ٢٤٤، ومن طريقه ابن عساكر ٦/ ١٨٨ بنحوه. من حديث أنس بن مالك به، وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
وفي إسناده عباد بن كثير؛ قال البخاري: تركوه. وقال النسائي: متروك، وضعفه غير واحد. فالإسناد ضعيف.

الصفحة 761