كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 11)

أُلْقِي في النار في طاعة ربه، فجعلها الله عليه بردًا وسلامًا. وأمر الله جَدِّي أن يذبح له أبي، ففداه الله بما فداه به. وكان لي ابنٌ، وكان مِن أحب الناس إلَيَّ، ففقدته، فأذهب حزني عليه نورَ بصري، وكان له أخ مِن أُمَّه، كنتُ إذا ذكرتُه ضممتُه إلى صدري، فأذهب عنِّى بعضَ وجدي، وهو المحبوس عندك في السرقة، وإنِّي أُخبرُك أنِّي لم أسرق ولم ألِد سارقًا. فلمّا قرأ يوسف - عليه السلام - الكتاب بكى، وصاح، وقال: {اذهبوا بقميصى هذا فألقوه على وجه أبى يأت بصيرًا} (¬١). (٨/ ٣٢٢)

٣٨١٩٢ - عن المطلب بن عبد الله بن حنطب -من طريق الحكم- قال: لَمّا أُلقي إبراهيم في النار كساه الله تعالى قميصًا مِن قُمُصِ الجنة، فكساه إبراهيم إسحاق، وكساه إسحاق يعقوب، وكساه يعقوب يوسف، فطواه، وجعله في قصبة فضة، فجعله في عنقه، وكان في عنقه حين أُلْقِي في الجُبِّ، وحين سُجِن، وحين دخل عليه إخوتُه، وأخرج القميص من القصبة، فقال: {اذهبوا بقميصى هذا فألقوه على وجه أبى يأت بصيرًا}. فشمَّ يعقوبُ - عليه السلام - ريحَ الجنة وهو بأرض كنعان بفلسطين، فقال: {إنى لأجد ريح يوسف} (¬٢) [٣٤٥٣]. (٨/ ٣٢٥)

٣٨١٩٣ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: ثُمَّ قال: ما فعل أبي بعدي؟ قالوا: لَمّا فاته بنيامين عَمِي مِن الحزن. فقال: {اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبى يأت بصيرًا وأتوني بأهلكم أجمعين} (¬٣). (٨/ ١٩٩٩)

٣٨١٩٤ - قال مقاتل بن سليمان: {اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا} بعد البياض (¬٤). (ز)
---------------
[٣٤٥٣] ذكر ابنُ عطية (٥/ ١٤٧) نحو ما جاء في هذا الأثر وغيره في صفة القميص، وانتقده مستندًا إلى الدلالة العقلية، فقال: «وروي أن هذا القميص كان لإبراهيم، كساه الله إيّاه حين خرج من النار، وكان من ثياب الجنة، وكان بعد لإسحاق، ثم ليعقوب، ثم كان دفعه ليوسف، فكان عنده في حفاظ من قصب. وهذا كله يحتاج إلى سند، والظاهر أنّه قميص يوسف الذي هو منه بمنزلة قميص كل أحد، وهكذا تبين الغرابة في أن وجد ريحه من بعد، ولو كان مِن قمص الجنة لما كان في ذلك غرابة، ولوجده كلُّ أحَد».
_________
(¬١) عزاه السيوطي إلى الحكيم الترمذي، وأبي الشيخ.
(¬٢) أخرجه ابن أبي حاتم ٧/ ٢١٩٦.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١٣/ ٣٣٢، وابن أبي حاتم ٧/ ٢١٩٦.
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٣٤٩.

الصفحة 763